
تواصل ميليشيا الدعم السريع انتهاكاتها بحق المدنيين في ولاية شمال كردفان، حيث كثفت قصفها المدفعي على مدينة الأبيض لليوم الثالث على التوالي، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال. وفي تصعيد آخر، وسعت الميليشيا نطاق اعتداءاتها في ولاية غرب كردفان، مستهدفة مدينة الخوي بهجوم عنيف أدى إلى سقوط ضحايا ونهب ممتلكات المواطنين.
ضحايا القصف المدفعي في الأبيض
تعرضت أحياء متفرقة من مدينة الأبيض، يوم الأحد، لقصف مدفعي مكثف نفذته ميليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وأفاد شهود عيان بأن إحدى القذائف أصابت حافلة تقل ركابًا، ما أسفر عن وقوع عدد غير محدد من الضحايا، في ظل صعوبة حصر القتلى والمصابين بسبب استمرار القصف والاضطرابات الأمنية.
وفي هذا السياق، طالب حزب الأمة القومي الميليشيا بوقف قصفها المدفعي على مدينة الأبيض المكتظة بالسكان، داعيًا إلى ضرورة تجنيب المدنيين ويلات الحرب والدمار. كما ناشد الحزب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها تجاه الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها هذه القوات، مشددًا على أهمية توثيق هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقوانين الدولية.
هجوم ونهب في مدينة الخوي
لم تقتصر جرائم الميليشيا على الأبيض، بل امتدت إلى مدينة الخوي في ولاية غرب كردفان، حيث شنت هجومًا واسعًا، صباح الأحد، مستخدمة 35 عربة قتالية مزودة بأسلحة ثقيلة.
ووفقًا لشهادات سكان المنطقة، نفذت عناصر الميليشيا عمليات نهب ممنهجة للأسواق والمحال التجارية، كما اعتدوا على المواطنين داخل منازلهم، ما أدى إلى انتشار حالة من الرعب والذعر بين السكان.
إدانات حقوقية لجرائم الميليشيا
أدانت شبكة أطباء السودان الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع، ووصفت عمليات القتل والنهب التي تطال المناطق الآمنة بأنها استهداف مباشر للمدنيين. وأكدت الشبكة أن استمرار القصف والتهجير القسري يعكس انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية والدولية، لا سيما مع تسجيل حالات قتل لأطفال، كان من بينهم طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره.
وأضافت الشبكة أن تصعيد الميليشيا لهذه الأعمال العدائية يؤكد حالة الفوضى التي تسعى إلى فرضها على المدن المأهولة بالسكان، مما يتطلب تدخلاً دوليًا عاجلًا لوقف هذه الانتهاكات.
عودة جزئية للخدمات في بعض المناطق
رغم تصاعد العمليات العسكرية والاعتداءات، شهدت بعض مدن شمال وغرب كردفان تحسنًا جزئيًا في الخدمات، إذ عاد التيار الكهربائي إلى مدينة الرهد بعد انقطاع استمر شهرًا، كما استؤنفت خدمات شركة زين للاتصالات في مدينة أم روابة بعد أربعة أيام من التوقف، فيما شهدت مدينة النهود عودة الشبكة بعد غياب استمر عدة أشهر.
موقف النيابة العامة من الجرائم والانتهاكات
في سياق متصل، أكد النائب العام أن النيابة العامة تواصل توثيق ورصد الجرائم والانتهاكات بدقة، مشيرًا إلى استئناف عمل النيابة في جميع المناطق التي تمكن الجيش من تأمينها.
كما أوضح أن اللجنة الوطنية لجرائم وانتهاكات الميليشيا، التي يرأسها وزير العمل، تعمل بالتنسيق مع السفارات والمؤسسات الدولية المختصة، بينما تقوم النيابة العامة بتوفير المعلومات اللازمة لدعم الجهود الرامية إلى محاسبة المتورطين.
وأشار النائب العام إلى أن نقاط التفتيش الأمنية ضرورية لضمان الأمن خلال الحرب، لافتًا إلى وجود خلية أمنية تتولى إدارة هذه النقاط تحت إشراف النيابة.
ختامًا
يستمر تصعيد ميليشيا الدعم السريع ضد المدنيين، وسط إدانات محلية ودولية لهذه الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب. ومع تزايد الدعوات للمحاسبة الدولية، يبقى الوضع في كردفان مرهونًا بالتطورات العسكرية والسياسية، في ظل استمرار معاناة السكان جراء القصف والنهب والتهجير.