
في حادثة مروعة تسلط الضوء على تدهور الأوضاع الأمنية في ولاية الجزيرة، تعرضت الكوادر الطبية في مستشفى حوادث العظام بود مدني لهجوم مسلح عنيف من قبل مجموعة مكونة من 15 فردًا، بينهم 10 يحملون أسلحة نارية ويرتدون الزي المدني، وذلك عقب وفاة مريض كان قد نُقل إلى المستشفى وهو مصاب بطعنة في القلب وتحت تأثير الكحول.
ووفقًا لمصادر طبية، فإن الهجوم الوحشي أسفر عن الاعتداء بالضرب والتهديد بالسلاح على عدد من العاملين في قسم الطوارئ، من بينهم الدكتور محمد محمود، والدكتور حازم، والممرضة لبنى، والفني نجيب حامد، أثناء محاولتهم إنقاذ حياة المريض.
وقد أدانت لجنة أطباء حركة تحرير الجزيرة بشدة هذا الاعتداء، واصفة إياه بـ”الجبان” والموجه ضد الكوادر الطبية التي تقدم خدماتها في ظروف قاسية للغاية. وأكدت اللجنة أن استهداف العاملين في القطاع الصحي يُعد “جريمة مزدوجة” تمس حقًا إنسانيًا وتُقوض ركائز النظام الصحي، الذي يمثل خط الدفاع الأول عن حياة المواطنين.
دعوات لطرد الميليشيات المسلحة من الجزيرة
وفي تصعيد واضح، جددت حركة تحرير الجزيرة مطالبتها الصريحة بضرورة إنهاء أي وجود عسكري لحركات مسار دارفور في إقليم وسط السودان، مؤكدة أن هذا الوجود أصبح يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المؤسسات الحيوية في الولاية.
وحذرت الحركة من أن الاعتداء على المؤسسات الطبية خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه، مؤكدة أنها ستلجأ إلى كافة الوسائل القانونية والميدانية لضمان حماية المرافق الصحية ومن يعملون بها.
أطباء السودان بين سندان الحرب ومطرقة الفوضى
ويعكس هذا الحادث حجم الضغوطات والتهديدات التي تواجه الكوادر الصحية في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، خاصة مع تصاعد الاعتداءات على المستشفيات والمنشآت الحيوية، وتحول بعض المدن إلى بؤر توتر وصراع بين قوى متعددة.