مطار الخرطوم الجديد.. حلم وطن ينتظر الاكتمال

مطار الخرطوم الجديد.. حلم وطن ينتظر الاكتمال ومشروع قومي استراتيجي
يُعد مطار الخرطوم الدولي الجديد، الواقع جنوب غرب مدينة أم درمان، واحدًا من أكبر المشروعات القومية الاستراتيجية التي يعول عليها السودان لتحقيق نهضة حقيقية في مجالات النقل الجوي، الأمن القومي، والتنمية الاقتصادية.
رؤية خبير وطني
ما طرحه الخبير الوطني محيي الدين رأفت حول المطار الجديد يعكس رؤية عميقة وواقعية، تستند إلى تاريخ طويل من الدراسات التي شاركت فيها جهات الاختصاص وأُقرت في أعلى مؤسسات الدولة.
وأكد رأفت أن المطار في موقعه الحالي لا يمثل مجرد مشروع عمراني، بل خيارًا استراتيجيًا وتنمويًا وأمنيًا يمكن أن يخدم البلاد لعقود طويلة، إذا تم استكماله واستغلال البنية التحتية التي أُنجزت بالفعل، مثل:
-
الأسوار.
-
شبكات الكهرباء والمياه.
-
الطرق الداخلية.
-
أبراج المراقبة.
-
المباني الإدارية.
الحلول الأمنية والتنموية
التحديات الأمنية في محيط المطار ليست جديدة، والحلول المطروحة – بحسب رأفت – تكمن في شق قناة مائية استراتيجية من بحيرة جبل أولياء غرب أم درمان، وهو مشروع يحقق غرضين رئيسيين:
-
إنشاء حاجز أمني طبيعي يحمي العاصمة من أي تهديدات محتملة.
-
إطلاق مشروع تنموي ضخم ينعش الزراعة والرعي ويزيد الإنتاج الحيواني والصادرات.
وبذلك يصبح المشروع تكامليًا بين الأمن والتنمية، بمشاركة عدة ولايات في التمويل والاستفادة، ليكون مشروعًا قوميًّا ذا أبعاد استراتيجية.
البعد الفني والهندسي
من الناحية الفنية، فإن استكمال المطار في موقعه الحالي أقل تكلفة بكثير من نقله إلى موقع جديد. فإعادة البدء من الصفر ستتطلب دراسات جديدة ومبالغ مضاعفة، في حين أن الأعمال المنجزة حاليًا تمثل رصيدًا وطنيًا يجب البناء عليه.
كما أن الاعتماد على الكفاءات الوطنية من مهندسين وفنيين بشركة مطارات السودان سيضمن الجودة، ويمنح البلاد خبرات تراكمية تعزز قدرتها على المنافسة حتى على المستوى الإقليمي، بدلًا من الاعتماد المستمر على الشركات الأجنبية.
مطار لكل السودان
إن مطار الخرطوم الجديد ليس مجرد مشروع حكومي عابر، بل هو حلم وطن طال انتظاره. واستكماله ضرورة وطنية تتطلب توحيد الجهود بعيدًا عن الحسابات السياسية أو الجهوية.
فالطيران المدني، والأمن القومي، والتنمية الاقتصادية، هي حلقات مترابطة لا تنفصل. وإذا نُفذ المشروع وفق الرؤية الاستراتيجية المطروحة، فسيصبح المطار الجديد رمزًا لصمود السودان وتقدمه، ونافذته الكبرى نحو العالم.