مقالات الراى

بل كُلّ الوزارات تحتاج لمجالس إستشارية يا سيِّد كامل

بقلم صبري محمد علي

توجيه السيد رئيس الوزراء بالأمس للسيد وكيل وزارة الخارجية ومدير الإدارة الأمريكية والأوروبية بالوزارة بتشكيل مجلس إستشاري من السفراء و الدبلوماسيين و الخُبراء حتى ولو كانوا مِنْ مَن هُم خارج السودان لرسم سياسة السودان الخارجية
أعتقد أنها خطوة في الطريق الصحيح وتستحق الإشادة والدعم فكفانا تخبط ومزاجية وتقاطع بين الدبلوماسية و رئاسة الدولة وليت الرئاسة (ترفع يدها) عن الشأن الدبلوماسي بل وتعمل بنصائح هذا المجلس مُستقبلاً
أقول للسيد كامل إدريس ليس الخارجية وحدها من يلزمها ذلك بل كل الوزارات سيما التي تُعنى بالشأن الخدمي والإنتاجي
الزراعة ، الصناعة ، التجارة ، الإستثمار ، الثروة الحيوانية
يا سيدي تدهور إنتاج السكر من (٣٠٠) الف طن وهي أقل من الطاقة الإنتاجية لمصابع السكر الى (٣٠) ألف طن فقط وكان بإمكان السودان (إذا إشتغل صاح) أن ينتج مليون طن من السكر ولكنه ما زال يستورد وللأسف
البرازيل يا سيدي …..
تصدر سنوياً لحوم بقيمة (٥٧) مليار دولار ومن المفارقات أن آخر ميزانية أجازها برلمان منتخب في السودان (٢٠١٨) كانت (٢٥) مليار دولار فماذا تفعل هذه البرازيل وما الذي ينقصنا نحن العقول أم القطيع أم ماذا !
يا سيدي لك أن تتخيل أن (ظلف) الخروف الواحد من (الكوارع) يُباع بأسواق الخليج بدولار ! وقس على ذلك من بقية أجزاء البهيمة المهملة لدينا !
قرار إيقاف الصادر الحي يجب أن يُتخذ و بشجاعة لا تراجع عنها مع مُعالجة العقودات المُبرمة خلال مدة أقصاها عام واحد ولنا في الشقيقة مصر مثال واضح لإنعدام التشريعات التي كلها وللأسف تصب في صالح إنتعاش الإقتصاد المصري وليس السوداني .
الإهتمام بالمنتجات الزراعية وتشجيع الصناعات الصغيرة و كف يد الدولة عن رسوم الصادر مهما كانت الحاجة للنقد الأجنبي يجب أن يكون أولوية .
ياسيدي….
الهنود يصدرون (الكُشنة) نعم أعني البصلة المحمّرة بدرجاتها الثلاث بيضاء صفراء و غامغة اللون
ناهيك عن الفول السوداني مُكسرات و زبدة
تصوّر يا ريس …..
ذات مرة إبتعتُ كيساً صغيراً من الفول السوداني المدمّس يُباع هنا بريال سعودي
قرأتُ على المغلّف أن الوزن الصافي هو (٢٨) جرام قادني فضولي لحسابه بالعدد صدقني وجدته (١٨) حبة فول فقط وتباع بربع دولار !!
تفتكر يا سيدي لو كان على هذا المستثمر رسوم وجبايات تمنعه الربح أكان أقدم على هذا النوع من الإستثمار؟
و الامثله التى تؤكد أن حال السودان….
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمولُ
كثيرة وكثيرة جداً لغياب التشريعات و قصر النظر وجهلنا التام للقيمة المضافة للخام الذي ننتجه وكل هذا الخلل عموده تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها وحث البنوك على تمويلها
نعم مجلس إستشاري لكل وزير يرسم خطته وفق برنامج زمني محدد و مطلوبات تنفيذها واضحة المعالم
وعليكم في رئاسة المجلس قيادة هذا التوجه بشجاعة وإصرار
فالطريق ليس سهلاً وستواجهكم الكثير من العقبات الخارجية والداخلية وأنواع شرسة من (المافيا) والنفعيين
والمتنفذين
اللهم من أراد بالسودان خيراً
فأجر الخير على يديه
ومن أراد بالسودان شراً وفقراً ومسغبة
فأجعل الدائرة عليه
كل عام وأنتم بخير
عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن
رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال
(خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير)

حسّنه الألباني

الخميس يوم عرفة من العام الهجري ١٤٤٦ الموافق
٥/يونيو/٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com