هبوط شديد في الإقبال على الجامعات السودانية بعد الحرب: هل يواجه التعليم العالي أزمة مستقبلية؟

هبوط شديد في الإقبال على الجامعات السودانية بعد الحرب: هل يواجه التعليم العالي أزمة مستقبلية؟
أخبار السودان – وكالات
عكست نتائج القبول للجامعات السودانية لأول دفعة تقدمت لامتحانات الشهادة الثانوية بعد الحرب المستمرة منذ نحو 29 شهراً، تداعيات الأزمة على مؤسسات التعليم العالي، مع تراجع الإقبال الطلابي وظروف صعبة تهدد بهجرة الأساتذة الجامعيين.
أعلنت الإدارة العامة للقبول والتوثيق بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخرًا نتيجة قبول دفعة 2023، والتي تأخرت عامين بسبب تعليق الامتحانات جراء الحرب. وفي السنوات السابقة، كان عدد المتقدمين للامتحان السنوي يتراوح بين 455 ألفًا و470 ألفًا، بينما تتسع الجامعات السودانية لمقررات نحو 300 ألف طالب.
أرقام القبول والعزوف الطلابي
بلغ عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحانات أكثر من 200 ألف، نجح منهم نحو 150 ألفًا، لكن فقط حوالي 88 ألف طالب تأهلوا للالتحاق بالجامعات، مقابل أكثر من 250 ألف فرصة متاحة. هذا يشير إلى عزوف أكثر من 40% من الطلاب عن الالتحاق بالجامعات الحكومية، نتيجة تراجع الثقة في التعليم وعدم الاستقرار الأمني.
وتُظهر الملاحظات أن الطلاب ابتعدوا عن تخصصات أساسية مثل الفيزياء والرياضيات والهندسة والزراعة، وهي التخصصات التي تشكل ركائز الثورة الصناعية الرابعة عالميًا.
أزمة التعليم في الولايات المتأثرة بالصراع
تشير البيانات إلى أن جامعات دارفور وجنوب وغرب كردفان غير متاحة بسبب سيطرة قوات الدعم السريع، ما يزيد الفجوة التنموية بين المركز والمناطق النائية. وقد تم نقل بعض الجامعات إلى مناطق أكثر أمانًا في وسط البلاد، لكن الإقبال على الدراسة ظل محدودًا.
ويقول الباحث إبراهيم شقلاوي: “عزوف الطلاب عن التقديم لبعض التخصصات يطرح تساؤلات حول فلسفة التعليم ومآلاته، ويستدعي إصلاح التعليم العالي بما يتوافق مع رؤية الدولة السودانية الجديدة”.
التحديات والفرص للجامعات
وفقًا للأستاذ الجامعي عبد الملك النعيم، فإن نتيجة القبول الجديدة تفرض تحديات في تأمين الطلاب واستيفاء المعايير التعليمية، خاصة في الجامعات الخاصة التي تعتمد على رسوم الطلاب لتسيير العملية الأكاديمية.
وأشار إلى أن جامعة الخرطوم حافظت على سمعتها ومكانتها رغم الظروف، مع الإقبال الكبير على كلياتها المختلفة. أما أسباب عزوف 40% من الطلاب عن الجامعات السودانية فتعود إلى المخاوف من عدم الاستقرار، ما دفع كثيرين للدراسة في الخارج بتكاليف عالية.
مقترحات لإصلاح التعليم العالي
-
اعتماد نظام الساعات المعتمدة بدل النظام السنوي أو الفصلي.
-
تقليل سنوات الدراسة مع استيفاء شروط الحصول على المؤهل.
-
الاهتمام بالتدريب العملي والميداني للكليات التطبيقية.
-
دمج الكليات المزدوجة وتنسيق المقررات لضمان جودة التعليم.
-
دعم الجامعات الخاصة لتوفير بدائل أكاديمية مناسبة للطلاب.