مقالات الراى
الدعم السريع يفقد حلفاءه.. والجرذان تقفز بحثاً عن النجاة

الدعم السريع يفقد حلفاءه.. والجرذان تقفز بحثاً عن النجاة
بقلم: أبوعاقلة أماسا – تحليل سياسي
في مشهد جديد يعكس التحولات المتسارعة في الساحة السودانية، عاد إبراهيم بقال إلى واجهة الأحداث بعد فترة من الغياب، وسط موجة من الانتقادات التي طالت مواقفه السابقة خلال الثورة السودانية وما تلاها من أحداث دامية في البلاد.
لقاء عابر في زمن الثورة
يروي الكاتب أنه التقى إبراهيم بقال مرة واحدة فقط بمكتب طارق سيد المعتصم، الأمين العام الأسبق لنادي المريخ، إبان فترة ثورة ديسمبر، في يومٍ كانت العاصمة تضج بالحركة والتوتر. اللقاء كان عابراً، لكنه ترك انطباعاً واضحاً عن شخصية بقال الذي عُرف في تلك الفترة بمقالاته المثيرة للجدل والمدافعة عن نظام البشير.
اتهامات بالارتزاق والانتهازية
بحسب الكاتب، كانت مقالات بقال من أكثر الكتابات التي وُصفت بالارتزاق السياسي، إذ مجّدت النظام السابق وأغضبت الثوار. كما تداول ناشطون تسجيلاً صوتياً نُسب لأحد أقاربه يؤكد فيه أن بقال لا يشارك في أي عمل ما لم يضمن مقابلاً مادياً.
من التملق إلى الكدمول
تغيّر موقف بقال بوضوح بعد سقوط النظام، إذ ظهر مرتدياً “الكدمول” – رمز الانتماء لقوات الدعم السريع – في إشارة إلى تحوّله نحو معسكر آخر أكثر نفوذاً وثروة، حين كان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” يمتلك النفوذ المالي والسياسي الأكبر في البلاد.
من كاتب إلى والٍ للخرطوم
مع اندلاع الحرب الأخيرة، شوهد بقال على رأس قوة مسلّحة داخل الخرطوم، قبل أن يُعيَّن والياً من قِبل قوات الدعم السريع على العاصمة، في وقت كانت المدينة تعاني من الانفلات الأمني والنهب والدمار.
الانتهازيون يبدّلون ولاءاتهم
يرى الكاتب أن ما فعله بقال لم يكن حالة فردية، بل نهجاً شائعاً بين من وصفهم بـ“المرتزقة السياسيين”، الذين انتقلوا من تأييد نظام البشير إلى دعم حميدتي، ثم بدأ بعضهم اليوم في التقرب من الفريق البرهان، في مشهد وصفه بالمثال الواقعي للمثل الإنجليزي: “الجرذان تقفز من السفينة الغارقة”.
سفينة الدعم السريع تغرق
يؤكد المقال أن كثيراً من الموالين لقوات الدعم السريع بدأوا التراجع عن مواقفهم بعد تضاؤل النفوذ العسكري والمالي للمليشيا، وتزايد الانقسامات الداخلية، مما يعكس بداية النهاية لمشروعها السياسي والعسكري في السودان.
عودة بقال إلى الوطن.. تساؤلات ورفض شعبي
رغم الحديث عن عودة بقال إلى الخرطوم “غانماً سالماً”، إلا أن الكاتب يشير إلى أن ذاكرة الشعب السوداني لا تزال تحتفظ بآثار الانتهاكات والدمار الذي خلّفته الحرب، مشدداً على أن “من يريد الصفح لم يلحق به الضرر”، في إشارة إلى معاناة المواطنين الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم بسبب الصراع.
ختام: وطن يستحق التضحية
يختتم المقال بالتأكيد على أن السودان ما زال يملك ما يستحق النضال من أجله، رغم الجوع والمرض والانهيار الاقتصادي، داعياً إلى التمسك بالقيم الوطنية الحقيقية بدل اللهاث وراء المصالح والمكاسب الشخصية.