مقالات الراى
الخرطوم تنهض من الرماد: سر الشارع الذي يغير وجه العاصمة!

الخرطوم تنهض من الرماد: سر الشارع الذي يغير وجه العاصمة!
في قلب العاصمة السودانية، تتجلى قصة صمود وإصرار تُعيد الأمل إلى شوارع الخرطوم. بعد سنوات من التحديات، يبرز شارع المك نمر كرمز للتعافي، ليس فقط كطريق حيوي، بل كشاهد على شراكة مجتمعية استثنائية تُعيد نبض الحياة إلى المدينة. هذه المبادرة، التي يقودها والي الخرطوم بدعم من القطاع الخاص السوداني، ليست مجرد مشروع لإعادة تأهيل طريق، بل هي رسالة قوية بأن إعمار الخرطوم بدأ، وأن المستقبل يحمل في طياته فجرًا جديدًا. اكتشف معنا كيف تتحول الرؤى إلى واقع، وكيف يُعاد بناء الأمل في كل زاوية من زوايا هذا الشارع التاريخي.
تفاصيل مبادرة الأمل: كيف يعود شارع المك نمر للحياة؟
تُعد مبادرة تأهيل شارع المك نمر محورًا رئيسيًا في جهود إعادة إعمار الخرطوم، حيث تهدف إلى تحويل هذا الشريان الحيوي إلى نموذج يحتذى به في التعافي الحضري. قام والي الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حميدة، بتفقد سير العمل، مؤكدًا على التزام الحكومة بدعم كل المبادرات التي تُسهم في تهيئة البيئة العامة لعودة المواطنين [1].
الأهداف الرئيسية وأعمال التأهيل
تتركز المبادرة على عدة محاور أساسية لضمان عودة شارع المك نمر إلى سابق عهده، بل وأفضل. تشمل هذه المحاور:
•إصحاح البيئة والنظافة الشاملة: تتضمن هذه الخطوة كنس الأتربة، إزالة المخلفات، وتنظيف الشارع بشكل دوري لضمان بيئة صحية وجذابة. هذا الجانب حيوي لـ تحسين جودة الحياة في الخرطوم [1].
•ترميم البنية التحتية: يشمل ذلك طلاء الكربستون (حواف الأرصفة) وإصلاح أي أضرار لحقت بالشارع، مما يعزز من سلامة المشاة والمركبات ويُحسن من المظهر العام [1].
•إزالة العوائق والمخلفات: تُركز المبادرة على إزالة الحشائش الضارة، هياكل العربات التالفة، ونقل الأنقاض الناتجة عن الصراعات، مما يفتح المجال أمام حركة مرور سلسة وآمنة [1].
الشراكة الاستراتيجية: القطاع الخاص يدعم التعافي
تُجسد هذه المبادرة قوة الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة في السودان. فقد جاءت المبادرة بدعم من شركتي أحمد سليمان للإنشاءات والمقاولات وشركة ترافرس للمقاولات، اللتين أطلقتاها تحت شعار “الخرطوم مقبلة على مرحلة جديدة مليئة بالأمل”. هذا التعاون يُبرز الدور المحوري لـ القطاع الخاص في إعمار السودان، حيث لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل المسؤولية المجتمعية تجاه الوطن [1].
وقد حضر تفقد الوالي للأعمال عدد من المسؤولين، منهم الدكتور قريب الله محمد أحمد، مدير عام وزارة التربية والتعليم، والمهندس وائل فتح الرحمن، مدير إدارة ترقية البيئة بالولاية، مما يؤكد على الدعم الحكومي الشامل لهذه الجهود [1].
رؤية الوالي: دعوة للمشاركة الشاملة
رحب والي الخرطوم بكل المبادرات التي تُسهم في إعادة الإعمار في الخرطوم وتمهد لعودة المواطنين إلى منازلهم. وأكد على أن نظافة الطرق، إزالة مخلفات الحرب، وهياكل العربات، ونقل الأنقاض تُعد من أهم الجوانب في هذه المرحلة. ودعا المجتمع، الشركات، والمنظمات إلى الإسهام في إعمار البنى التحتية والإنارة، مشيرًا إلى أن العديد من الشوارع قد شهدت تحسنًا بفضل هذه المبادرات [1].
كما ناشد الوالي أصحاب البنايات والشركات المطلة على شارع المك نمر بـ تحسين واجهات المباني في الخرطوم، خاصة تلك التي لم يصبها الضرر، لتعزيز المظهر العام للمدينة. هذه الدعوة تُشجع على المشاركة الفردية والمؤسسية في تجميل الخرطوم واستعادة رونقها الحضاري [1].
أثر المبادرة: الخرطوم تستعيد عافيتها وأملها
تتجاوز مبادرة تأهيل شارع المك نمر مجرد أعمال الصيانة والترميم لتُحدث تأثيرًا عميقًا على النسيج الاجتماعي والاقتصادي لـ ولاية الخرطوم. إنها ليست مجرد استعادة لشريان حيوي، بل هي إعادة بناء للثقة والأمل في نفوس المواطنين، وتُسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة في الخرطوم بعد سنوات من التحديات [1].
تعزيز الشراكة المجتمعية ودور القطاع الخاص في التنمية
أوضح مدير الترقية الحضرية أن هذه المبادرة تستهدف شارع المك نمر، من تقاطع الخارجية وحتى مستشفى الأسنان التعليمي، كخطوة أولى ضمن مساهمة أوسع في إعمار الخرطوم. وأشار إلى أن الشركات المساهمة في هذه المبادرة هي جزء لا يتجزأ من جهود التنمية الشاملة في الولاية، وأن هذه المبادرة هي مجرد بداية لسلسلة من المشاريع المستقبلية [1].
يُبرز هذا التعاون أهمية شراكة القطاع الخاص في إعادة إعمار السودان، حيث يتجاوز دور الشركات تحقيق الأرباح ليشمل المسؤولية المجتمعية والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن. يُعد هذا النموذج من الشراكة المجتمعية ضروريًا لضمان استدامة جهود التعافي وتحقيق نتائج ملموسة على المدى الطويل، مما يعزز من الاستقرار والتنمية في الخرطوم [1].
دعوة للمشاركة المجتمعية وتحسين الواجهات الحضرية
في سياق متصل، وجه والي الخرطوم نداءً لأصحاب البنايات والشركات المطلة على شارع المك نمر بـ تحسين واجهات المباني في الخرطوم، خاصة تلك التي لم يصبها الضرر. تُعد هذه الدعوة جزءًا من رؤية أوسع لـ تجميل مدينة الخرطوم واستعادة رونقها الحضاري. إن مشاركة الأفراد والشركات في هذا الجانب تُسهم في خلق بيئة بصرية جذابة، مما يعزز من الشعور بالانتماء والفخر بالمدينة، ويُشجع على الاستثمار في الخرطوم [1].
رؤية مستقبلية: عودة المواطنين وازدهار العاصمة
أكد مدير شركة أحمد سليمان للإنشاءات والمقاولات، الأستاذ أحمد سليمان سعد، على أن القطاع الخاص يجب أن يدعم كل ما من شأنه أن يدعم الإعمار والتعافي حتى يعود جميع مواطني الولاية. تُعبر هذه الرؤية عن التزام عميق بـ عودة الحياة الطبيعية للخرطوم وتوفير بيئة مستقرة وآمنة للمواطنين [1].
تُشكل هذه المبادرة خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث تُسهم في تهيئة الظروف الملائمة لعودة النازحين والمهجرين، وتوفير الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية. إن النجاح في تأهيل شارع المك نمر يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في تأهيل شوارع ومناطق أخرى في الخرطوم، مما يُعزز من زخم جهود الإعمار الشامل في السودان ويُبشر بمستقبل مزدهر للعاصمة