مقالات الراى

مطار الخرطوم الجديد بأم درمان والخيار الأنسب

محى الدين رأفت يكتب:مطار الخرطوم الجديد بأم درمان والخيار الأنسب
مدخل
تناول العديد من أهل الشأن والإختصاص وغيرهم من المهتمين والحادبين فى الفترة القليلة الماضية أمر التفكير فى إيجاد مطار بديل لمطار الخرطوم الدولى الحالى لأسباب عديدة و متنوعة تم تناولها وتحليلها وبيانها وفقاً لرؤية كل كاتب ، ويبقى من الممل حقاً وغير المجدى هو إعادة ذكرها وبيانها وتناولها مرة أخرى.
موقع المطار الحالى المقترح:-
من المعلوم أن الموقع الحالى المقترح لمطار الخرطوم الدولى الجديد جنوب غرب أم درمان قد تم إختياره وتحديد موقعة بعد دراسات شاركت فيها العديد من الجهات ذات الصلة وعلى رأسها الهيئة العامة للطيران المدنى بموافقة مستشاريها والمُتخصصين من إداراتها وبدعم ومباركة من وزارة الطيران آنذاك.
وقبول السُلطات العُليا بالدولة والتى قامت بإنشاء وحدة خاصة سُميت وحدة مطار الخرطوم الدولى الجديد وعين على رأسها مسؤول حكومى بصلاحيات.
وبناءاً عليه تم إتخاذ الخطوات اللازمة من إنتداب عاملين من الهيئة من مختلف التخصصات الفنية عدا أمن الطيران الذى أستعين ببديل له من جهة سيادية غير مُخْتَصة لأسباب غير معلومة.
كما تم السعى لتوفير التمويل من المكون المحلى والمكون الأجنبى والتعاقد مع بيت خبرة إستشارى لإعداد الدراسات والتصاميم إلخ.
ظهرت معالم وشكل المطار الذى يُغطى مساحة كبيرة كافية إنْ أُحْسِنَ أستغلالها الإستغلال الأمثل لإستيعاب مكونات المطار الحالى وأى إضافات أو تحسينات مُستقبليه تطرأ عليه لمدى يزيد عن 25 عاماً على الأقل ويقرب من 50 عاماً.
تم تنفيذ العديد من الأعمال فى مساحة المطار من مكونات البُنى التحتية كالأسوار ومصادر المياة و محطات الكهرباء والطريق الدائرى حول محيط المطار الداخلى والأبراج الأمنية للمراقبة والتأمين ونظام الإرصاد الجوية ومشتل و تشييد مبانى لإدارة المشروع وتحديد مواقع مدارج المطار ومواقف الطائرات والصالات والخدمات الأخرى وما إلى ذلك من الأعمال وأُعِدَتْ الخُرَطْ والمُجَسَمَاتْ.
وشمل التخطيط حتى المسارات والطرق المؤدية للمطار من المدن الثلاثة وما تحويه من جسور عُلْويه برية وأنفاق أرضية وشكل ونوع وسائل النقل والمواصلات التى تُسْتَخْدَمْ فى الوصول إليه بإختصار دارسة كاملة وشامله.
وكان لنا عدة ملاحظات قدمناها فى حينها بالموقع للمسئولين بالمشروع خلال زيارة قمنا بها بمعية وفد كبير من المُختصين بمطار الخرطوم الدولى على رأسه السيد مدير عام المطار وذلك بناءاً على ما تم من شرح وتوضيح و من خلال عروض فيديو مصاحبة و طواف ميدانى فى أرجاء الموقع ، وسُلٍمَتْ لهم مكتوبة فيما بعد بتوجيه من السيد مدير المطار كَمُخْرَجْ للزيارة ، وكانت زيارة رسمية بدعوة من إدارة المشروع نأمل توضع فى الإعتبار لأنها تستوفى متطلبات الملحق الرابع عشر المطارات ومعايير أمن الطيران فى تصميم المطارات.
محاذير حول موقع المطار:-
مُؤخراً تناول البعض صُعوبة حركة الطيران وإستخدام الفضاء الجوى فى تلك المنطقة خاصة عمليات الإقلاع والهبوط لوجود موانع أمنية.
فى رأى لا أظن أنها محاذير مُستحدثه تم التوصل إليها بعد تقصى ودراسة و تحليل فهى موجودة أصلاً حتى من قبل إختيار موقع المطار ناهيك من الشروع فى تنفيذه، ولم نسمع لهذه الأصوات التى تُنادى الآن بها وتحذر منها صوتاً حينها،فهل تغيرت المواقف أم تغيرت الأماكن؟.
إختيار موقع بديل للمطار:-
صحيح قد يكون مِنْ المُناسب إختيار موقع بديل للمطار سوى فى شمال شرق الخرطوم بحرى أو جنوب الخرطوم.، قد تكون تلك المواقع بعيدة نوعاً ما عن مناطق حظر الطيران التى يتحدثون عنها، وأنها أكثر أماناً من جنوب وغرب أم درمان المُتاخمة لولايتى النيل الأبيض وشمال كردفان.
وأن المساحات المُنْبَسِطة والمُمْتدة لاسيما من ناحية الغرب تَشَكِلْ تهديداً أمنياً كبيراً للولاية عامةً و تهديداً مباشراً للمطار لسهولة التنقل والحركة فيها وكما ذكر البعض أن هنالك العديد من سوابق المهددات الأمنية و أن ولاية الخرطوم هُجِمَتْ من تلك الناحية أكثر من مرة.
إختيار موقع بديل للموقع الحالى قد يُكَلِفْ أضعافاً مُضَاعفة للمبلغ الذى يُمْكِنْ أن تُكَمَلْ به مُنْشَآتْ ومرافق المطار والبُنى التحتية، معالجة أمر التهديد من ناحية غرب أمدرمان أمر مقدور عليه بتنفيذ _مشروع_ يحقق عدة أغراض (أمنية وتأمينة وتنموية).
هناك أمر تمت دراسته قبل ما يزيد عن الثلاثين عاماُ فى أى الحكومات لا أذكر لطول الفترة الزمنية تدعو الدراسة لشق قناة مائية(ترعة) من بحيرة خزان جبل أولياء تمر غرب أمدرمان لإحياء المزارع الموجودة بتلك المنطقة والتى كانت تعانى من مشكلة المياة فى تلك الفترة.
الناحية التأمينية:-
نقول أن فكرة حفر القناة المائية (الترعة) يُمْكِنْ أن تُنَفَذْ بمواصفات من حيث العمق والإتساع لتستوعب حجم المياة المُتَحَكَمْ فيها من البحيرة وفى تلك الناجمة عن تدفق وإندفاع المياة من السهول والوديان لتمتد على طول الحدود الجنوبية الفاصلة بين ولايتى الخرطوم ناحية (أمدرمان) والنيل الأبيض لتمتد غرباً حتى الحدود المُشتركة بين الولايتين مع ولاية شمال كردفان ،ثم تتجة شمالاً على طول الحدود الغربية الفاصلة بين ولايتى الخرطوم وشمال كردفان حتى إمتداد وادى المقدم فى الولاية الشمالية عابرة لولاية نهر النيل.
هذه القناة المائية الإصطناعية تُحَقق حاجزاً أمنياً مادياً يعيق أى محاولة لتقدم قوات قادمة من تلك الجهة وبالتالى تُشَكِلْ خطاً آمناً لولاية الخرطوم من هذه الناحية.
كما أنها تعمل على إستيعاب تدفق مياة السيول والوديان فى فصل الخريف القادمة من أعالى شمال كردفان وكانت تضيع هدراً ، وفى ذات الوقت كانت ومنذ عقود وما زالت تُشَكِلْ تهديداً سنوياً تعانى منه الولاية تحديداً منطقة أمدرمان من دمار للمبانى والمنشآت وضياع للممتلكات ونفوق للأنعام فقدان للأرواح…الخ.
من ناحية التأمين يُمْكِنْ أن تُنقل على ضفاف القناة جنوباً وغرباً وفق توزيعات إستراتيجية تراها القيادة العسكرية بالدولة كل الوحدات العسكرية لتفريغ العاصمة من المظاهر العسكرية أسوة بما تم سابقاُ لسلاح المهندسين الذى نُقِلَّ لموقعه الحالى على صفاف النيل فى ضاحية العيلفون.
الناحية التنموية:-
فإنها توفر مصدر مياة مستديم لتُسْتَخْدَمْ فى رى المشاريع الزراعية الحالية غرب أم درمان مما يقلل من الإعتماد على المياة الجوفية المُستخرجة من الآبار، إمكانية إنشاء المزيد من المشاريع الزراعية، تعمل على توفير مصدر مياة لسُقْيا الماشية والأغنام وغيرها من الأنعام.
إقامة مراعى طبيعية بزراعة الأعلاف بأنواعها المختلفة لاسيما ناحية شمال كردفان و النيل الأبيض بما يُمَكِنْ من نمؤ وزيادة الثروة الحيوانية ويسهم فى زيادة الصادر من الثروة الحيوانية والأعلاف وينعكس بدوره على مُجْمَلْ الإقتصاد المحلى وتدفق العمله الحُره لخزينة الدولة وتحسين الوضع المالى والمعيشى للمُنْتِجِينْ والرعاة.
تكون المداخل الرابطة بين ولايتى شمال كردفان غرباً والنيل الأبيض جنوباً مع ولاية الخرطوم عبر مدينة أمدرمان مُحددة عبر جسور تُشَيدْ بمواصفات يَسْهُلْ التحكم فيها من قِبَلْ قوات التأمين وإغلاقها عند الضرورة.
مطار الخرطوم الدولى الجديد:-
نعود لمطار الخرطوم الدولى الجديد بعد أن يتم تأمين حدودة الجنوبية والغربية..تُخْتَصَرْ مساحته بالكامل داخل حدود ولاية الخرطوم.
وبالتالى ليس هناك حاجة للتمدد غرباً أو جنوباُ داخل حدود الولايتين ونحسب أن المساحة كافية تماماً حيث أن الحدود الحالية المُحددة بالسور تقع بكلمها داخل حدود ولاية الخرطوم وهى تحتوى على كامل التصور الموضوع للمشروع والمُجَازْ والمُعْتَمَدْ كما أن هناك مساحات أخرى خارج حدود السور خالية وتقع داخل حدود الولاية يمكن حسابه إن كانت هنالك حاجة للتوسع جنوباً أو غرباً.
تأمين عمليات الطيران:-
لتأمين عمليات الطيران الإقلاع والهبوط والمناورة تُلزم كل من الولايتين شمال كردفان والنيل الأبيض بعدم تشييد أو إنشاء أو إقامة أى مبانى أو مرافق أو أبراج فى المساحة والإرتفاعات التى تحددها السُلْطَاتْ المُخْتَصةَ بالطيران المدنى لأغراض سلامة الطيران وفق القوانين الوطنية والدولية و بموجب حقوق الإرتفاق.
ويزال وينقل كل ماهو قائم حالياً سواءً تم إنشاءه بعد تحديد موقع المطار أو قبله وتوقف وتلغى أى تصديقات تمت أو جارى العمل على منحها.
على أن تبقى تلك المساحة أرض مُنْبَسِطة خالية من العوائق والموانع الصناعية التى يتم إنشائها، ونحسب أن مصلحة البلاد العُليا يجب أن تكون هى الغالبة ويجب أن تُرْاعى وتُحْتَرَمْ وتُقَدَمْ على مصالح الولايات التى أصلاً تشكل جزء من الدولة القائمة تأتمر بأمرها وتخضع لسياستها وتنفذ إستراتيجيتها.
القناة المائية (الترعة):-
تَكْلٌفَةْ شق القناة المائية أمر دولة فى المقام الأول كونه مشروع إستراتيجى وحيوى تتكفل به الولايات الثلاثة و تعمل على توفير موارده المالية وآلياته ومعداته التى تستخدم فى الحفر…ولها أن تجتهد فى الحصول على مصادر للتمويل من خلال الضمانات المتوفرة لديها.
يُمْكِنْ أَنْ تُنَفَذْ عمليات الحفر على مراحل وتوقيتات يُراعى فيها عدم تحميل الجهات المُختلفة ما يثقل كاهلها و تتزامن مع مراحل تشييد المطار.
تسعى الولايات الثلاثة إبتداءاً بالعمل على توفير الموارد و تضع نصب أعينها ما ستجنيه من فوائد مشتركة أقلها حصاد المياة وضمان توفير بيئة طبيعية صالحة للرعى طوال العام مما يقلل التكلفة و يزيد الإنتاج ، ثم تلحق بهم فى التمويل ولايتى نهر النيل والشمالية اللتان لهما نصيبهما من الفائدة المرجوة من حفر القناة.
بذا يكون مشروع حفر القناة مشروع قومى لإشتراك خمس ولايات فيه وللفوائد المشتركة بينهم وأخرى تنفرد بها بعض الولايات.
كما يجب أن تسهم فيه سُلطة الطيران المدنى وشركة مطارات السودان سواء بالتمويل أو المعدات والآليات و المهندسين والفنيين فهى أيضاً صاحبة مصلحة.
مناطق الطيران المحظورة:-
مُشْكِلَةْ مناطق الطيران المحظورة دائرة الملاحة الجوية بسُلطة الطيران المدنى بحكم الإختصاص كفيلة بمعالجة أمرها مع الجهات المُخْتَصةَ.
وإلَّا ما كانت لتقبل إبتداءاً و توافق على إختيار الموقع الحالى لإنشاء المطار منذ ما يزيد عن خمسة عشرة عاماً.
إحدى مناطق الطيران المحظورة و هى معلومة لأهل الشأن والإختصاص أعتقد بالإمكان مُعالجتها بالنقل و التحويل لمنطقة أخرى يتم إختيارها و التوافق عليها و تسهم سُلطة الطيران بما لها من موارد مالية وقدرات فنية بنصيب مُقدر فى تكاليف النقل و الإنشاء.
تكلفة إنشاء المطار الجديد:-
حتماً أن تكلفة إكمال مُنْشَآتْ مشروع المطار الجديد فى موقعه الحالى ستكون أقل بكثير من تكلفة إختيار وتجهيز موقع آخر بديل والذى دون شك سيحتاج لإجراء مسوحات جيلوجية وكنتورية وفحص تربة و غيرها من الأعمال الميدانية وإعداد دراسات وما إلى ذلك من مطلوبات و هذا جانب أعلم به المهندسين منا هذا أولاً.
وثانياً لوجود العديد من الأعمال المُنْجَزَة فى منطقة المطار وتُشَكِلْ قاعدة مشجعة للإنطلاق.
كافة الأعمال الهندسية بخلاف تركيب الصالات ومافى حكمها من ما يتم تشييده بالتركيب ، يُمْكِنْ أَنْ تُنَفَذْه الكوادر الوطنية والأيدى العاملة المحلية فشبابنا و شاباتنا بهندسة المطارات بشركة مطارات السودان المحدودة من مهندسين و فنيين و عمال مهرة جديرون بالثقة وكفيلون بالقيام بالمهمة على أكمال وجه لما لهم من عِلْمٍ ومعرفة ودراية وممارسة وسابق خبرة بالأضافة لمعمل تربة هو الأول فى البلاد إِنْ لم يكن الوحيد فيها بل وفى المنطقة قاطبة والعديد من الأعمال التى تمت فى ولايات البلاد تشهد لهم.[ولاتبخسوا الناس أشياءهم].
كما أن أمر الإستعانة بالكوادر الوطنية والمحلية يسهم فى تأهيل وإعداد شركات وطنية تكتسبب السمعة لتتاح لها الفرصة للمنافسات الخارجية فى إطار حدود الإقليم.
أنا على ثقة من أن شباب هندسة المطارات يقبلون التحدى وستكون لهم الكلمة النهائية ليقفوا شامخين مرفوعى الرأس ليقولوا للجميع بكل فخر وإعزاز هاهو مطار الخرطوم الدولى الجديد الحُلم الذى ظل يرواد شعب السودان الحر الأبئ منذ ما يقرب عن نصف قرن من الزمان.
*تخاريف*:-
التحقت بالعمل بمصلحة الطيران المدنى فى الأول من مايو من العام 1981
و وجدت هناك مشروع لمطار الخرطوم الجديد منذ سنوات يحمل الرقم (7-7-7) إن لم تَخُنْى الذاكرة؟
وتقاعدت بالمعاش العام الماضى فى الأول من يوليو من العام 2024 بعد خدمة إستمرت زهاء ثلاثة وأربعين عاماً… ومازلت أحفظ الرقم ولم أشاهد المطار.؟؟؟
تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com