مستقبل الطيران في السودان .. مطار الخرطوم، شركات الطيران والكفاءة البشرية

مقدمة

بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والسياسية، أصبح قطاع الطيران في السودان نقطة محورية لتحقيق التنمية الشاملة، مطار الخرطوم الدولي، باعتباره البوابة الجوية الرئيسية، يحتاج إلى تحول جذري لاستيعاب الطلب المتزايد، ودعم الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات الأجنبية. في نفس الوقت، يجب إعادة هيكلة شركات الطيران المحلية وتعزيز قدرات الكوادر البشرية لضمان سلامة وكفاءة العمليات. هذا المقال يغطي كل الجوانب المتعلقة بهذه التحديات ويقدم خطة عمل تفصيلية.

1. تطوير مطار الخرطوم الدولي:_

.1. الرؤية والأهداف الاستراتيجية

تحويل الخرطوم إلى مركز جوي إقليمي يربط شرق أفريقيا بالعالم.

زيادة الطاقة الاستيعابية من حوالي 3 مليون مسافر سنويًا إلى 10–12 مليون بحلول 2035.

تحسين جودة الخدمات (وقت الانتظار، الأمن، البيئة).

خلق 15,000–20,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

2_ البنية التحتية الأساسية

المكون الوضع الحالي التطوير المقترح التكلفة التقديرية

المدرجات مدرج واحد بطول 3,000 م إضافة مدرج ثاني بطول 3,400 م مع نظام ILS CAT‑III 350 مليون دولار

صالات الركاب صالة واحدة مزدحمة بناء صالة جديدة (Terminal 2) بسعة 7 مليون مسافر + توسعة Terminal 1 800 مليون دولار

مناطق الشحن محدودة إنشاء منطقة شحن مخصصة بسعة 200,000 طن سنويًا 150 مليون دولار

مواقف الطائرات 30 موقف زيادة إلى 70 موقف مع توفير خطوط طاقة أرضية 120 مليون دولار

الأنظمة الملاحية ILS CAT‑I فقط ترقية إلى CAT‑III، إضافة نظام مراقبة حركة جوية حديث (ATCS) 200 مليون دولار

البنية التحتية الداخلية شبكة كهرباء غير مستقرة محطات طاقة احتياطية (Diesel + Solar) بسعة 50 MW 250 مليون دولار.

3_ التكنولوجيا الذكية

نظام إدارة المطار (A‑CEMS)* لدمج العمليات التشغيلية والمالية.

بوابات تسجيل ذاتية باستخدام التعرف على الوجه والتحقق الثنائي.

الذكاء الاصطناعي _ لتحليل حركة المرور وتحسين جداول الإقلاع/الهبوط.

نظام المراقبة البيئية لقياس الانبعاثات وضمان الامتثال للمعايير الدولية.

4_ نموذج التمويل

1.الميزانية الحكومية – 30 % من إجمالي التكلفة.

2. قروض ميسرة من البنك الدولي والبنك الأفريقي– 25 %.

3. استثمارات أجنبية مباشرة (PPP)– 35 % (شركات إنشاء وإدارة).

4. السندات السيادية– 10 % لجمع الأموال من المستثمرين المحليين.

1.5. الجدول الزمني (2025‑2035)

2025‑2027: الدراسات التفصيلية، طرح المناقصات، بدء أعمال المدرج الثاني.

2028‑2030: بناء Terminal 2، تركيب الأنظمة الملاحية الجديدة، تشغيل محطات الطاقة الاحتياطية.

2031‑2033: توسعة مواقف الطائرات، إطلاق نظام A‑CEMS، تدريب الكوادر التشغيلية.

2034‑2035: التشغيل الكامل للمطار الجديد، تقييم الأداء، التوسع المستقبلي.

1.6. التأثير المتوقع

زيادة حركة المسافرين بنسبة 250 % بحلول 2035.

خفض وقت انتظار الحقائب من 45 دقيقة إلى أقل من 20 دقيقة.

جذب 10 خطوط طيران جديدة (من بينها شركات منخفضة التكلفة).

تحسين التصنيف الدولي للمطار من المرتبة 120 إلى أقل من 80 وفقًا لـ ACI.

2. شركات الطيران المحلية

2.1. الناقل الوطني – الخطوط الجوية السودانية

-إعادة الهيكلة المالية – تسوية الديون، زيادة رأس المال من خلال طرح أسهم محدودة.

تجديد الأسطول – شراء 12 طائرة حديثة (A320neo و Boeing 737‑MAX) بقيمة 1.2 مليار دولار.

تحسين الخدمة– تطبيق نظام إدارة علاقات العملاء (CRM)، وتحديث برنامج الطعام والترفيه.

2.2. شركات الطيران منخفضة التكلفة (LCC)

– إنشاء شركة جديدة باسم “Sudan Air Express” لدرب المدن الداخلية (نيالا، الفاشر، القضارف).

استخدام طائرات ذات كفاءة عالية* (A220‑100) لتقليل تكاليف التشغيل.

نموذج اقتصادي يعتمد على البيع المباشر عبر الإنترنت وتقليل الخدمات المجانية.

2.3. القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي

تشجيع شركات الطيران الخليجية (مثل طيران العربية، فلاي دبي) لإنشاء فرع محلي أو شراكة مع شركات سودانية.

تسهيل إجراءات التراخيص من خلال منصة إلكترونية موحدة.

تقديم حوافز ضريبية لمدة 5 سنوات للشركات التي تستثمر في تدريب الكوادر المحلية.

2.4. التنظيم والسلامة

تعزيز دور هيئة الطيران المدني السودانية من خلال تحديث أنظمة مراقبة السلامة (SMS).

اعتماد معايير ICAO بشكل كامل، بما في ذلك نظام إدارة مخاطر التشغيل (ORM).

إنشاء مركز تدريب محلي معتمد من ICAO لفحص الطائرات والصيانة.

3. التدريب والكفاءة البشرية

3.1. إنشاء أكاديمية الطيران السودانية (SAA)

– الموقع: مجمع التعليم العالي، الخرطوم.

– البرامج:

– برنامج الطيار التجاري (CPL) مع 1500 ساعة طيران.

– برنامج هندسة الطيران والصيانة (BEng).

– دفاتر تدريب على محاكاة الطيران (Full‑Flight Simulator) لطائرات A320 و Boeing 737.

– *الاعتماد: ICAO, EASA, FAA.

3.2. الشراكات الدولية

تبادل الطلاب والمعلمين مع أكاديميات في تركيا والإمارات ومصر.

برامج التدريب العملي في مطارات دولية (دوبا، إسطنبول) لمدة 6 أشهر.

منح دراسية من المنظمات الدولية (ICAO, المجموعة الأفريقية للطيران).

3.3. تطوير الموارد البشرية في المطار

برامج تدريب متقدمة في إدارة المرافق، الأمن، والخدمات الأرضية.

– شهادات معتمدة مثل Certified Airport Executive (CAE) و Airport Operations Diploma.

تحفيز الكوادر الوطنية من خلال مكافآت الأداء والبرامج الترقية.

3.4. استراتيجية الاحتفاظ بالكفاءات

– رواتب تنافسية مقارنة بالسوق الإقليمي.

بيئة عمل محفزة مع فرص للتعلم المستمر.

برنامج إسكان ومزايا اجتماعية للموظفين العاملين في المطار.

4التحديات والحلول المقترحة

التحدية الحل المقترح

نقص التمويل إنشاء صندوق استثمار خاص بالطيران (Aviation Investment Fund) يجمع بين القطاع الحكومي والخاص.

نقص الكوادر المؤهلة إطلاق حملة توظيف واسعة مع منح دراسية داخلية وخارجية.

البنية التحتية القديمة تنفيذ برنامج صيانة دورية شامل للمدرجات والمرافق القائمة.

التعقيدات البيروقراطية تبسيط إجراءات التراخيص من خلال منصة إلكترونية موحدة.

التأثير البيئي تطبيق معايير الانبعاثات الأوروبية (EU ETS) واستخدام الطاقة الشمسية في المطار.

5. خاتمة

تطوير قطاع الطيران في السودان ليس مجرد مشروع إنشائي، بل هو استراتيجية شاملة تدمج بين البنية التحتية الحديثة، إعادة هيكلة الشركات المحلية، وتأهيل الكوادر البشرية. من خلال التمويل المختلط، الشراكات الدولية، والاستثمار في التعليم والتدريب، يمكن للسودان أن يحول مطار الخرطوم إلى مركز جوي إقليمي نابض بالحياة، وأن يضع أسسًا متينة لنمو اقتصادي مستدام.