صديق رمضان يكتب .. وزير الصحة الاتحادي.. للسن أحكام
عقب ختام جولة “وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم” ووزير الصحة بولاية كسلا الدكتور “علي آدم” وعند تقاطع مدخل مدينة القرآن والطريق القومي الرابط بين كسلا وبورتسودان توقف اليوم السبت الوفد في إحدى الرواكيب لأداء صلاة العصر وأخذ قسط من الراحة واحتساء القهوة.
لم يكن هناك وجود لأي مظاهر برتكولية توحي بأن هذا وفد رفيع المستوي على رأسه وزير إتحادي وآخر ولائي و يضمّ عدد من الخبراء في المجال الطبي، بعد أداء صلاة العصر استلقي معظم أعضاء الوفد بما فيهم الدكتور هيثم على أسرة بسيطة داخل الراكوبة التي يقدم صاحبها الطعام والقهوة والشاي، كل شئ كان بسيطا وسودانيا بامتياز، لا وجود فيه لأي تمييز لشخص على آخر.
و لأنني ولأول مرة ارافق وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم في جولة فطوال ساعات الزيارة لهمشكوريب إلى أن افترقنا فقد كنت أنظر واستمع إليه وارصد تفاعله وتعامله مع الناس، والنتيجة التي خلصت إليها أنه في غاية البساطة يعتبر نفسه مجرد موظف دولة عليه أداء وظيفته بعيداً عن تضخيم الذات.
في همشكوريب كان ينصت كثيرا ويتحدث قليلا، حديثه كان عبارة عن حلول وقرارات للمشاكل التي تواجه القطاع الصحي بالمحلية، تعامل مهني مسؤول، إيقاع سريع، قرارات وتوجيهات، وأعتقد أن هذا هو المسؤول الذي نريده، فقد قال جملة اعجبتني ردا على مطالب أهل همشكوريب “هذه حقوقكم وليس منحة منّا” بل أعتذر لهم عن التقصير في عدم تمتعهم بالخدمة الصحية التي يفترض أن يحصلوا عليها.
وعلمت من الأخ عثمان بإعلام وزارة الصحة الولائية أن الوزير الاتحادي الدكتور هيثم كان في جولة طويلة بعدد من محليات القضارف وكسلا تفقد خلالها الوضع الصحي والأداء بالمستشفيات، وكان بجانبه الدكتور علي ادم وزير الصحة بكسلا وكلاهما من جيل مايزال ينبض حيوية وشباب ظلّ يبحث عن فرصة إثبات وجوده.
وعندما نؤكد إحترامنا لاصحاب الخبرة وفي ذات الوقت نطالب بمنح الفرصة كاملة أمام الكوادر الشابة فإن هذا يفرضه المنطق، لأن الشباب طاقة لاتهدأ وجهد متصل ومواكبة، وما وزيري الصحة اتحاديا وولائيا بكسلا إلا نموذجاً يعضد أهمية وجود كوادر تمتلك القدرة على تحمل مشاق العمل الميداني في بلد مترامي الأطراف تواجهه الكثير من التحديات.
نعم للسن أحكام، فالذي مايزال يتدفق نشاط ويملك القدرة على تحمل الصعاب مثل وزير الصحة الاتحادي هو الذي يجب أن يكون على رأس الوزارات الخدمية التي تحتاج لمن يتلمس الواقع ويتفقد العمل ميدانياً بعيدا عن التقارير المكتبية.
وتكفي الإشارة إلى أن وفد وزير الصحة قطع آلاف الكيلومترات من بورتسودان الي كسلا، القضارف عبر البر وتفقد عدد كبير من المرافق واتخذ قرارات ونفّذ معالجات، وكل هذا بالتأكيد يعزز من أهمية وجود المسؤول الذي يقترب من المواطن وينصت إليه ويحترمه، وهو فعل لايقدم عليه إلا من كان يملك الخطة والهدف والنشاط وإجادة ناصية التعامل مع الناس ببساطة وتواضع.
لا نجد غير الإشادة بالدكتور هيثم الذي اثبت أن بالبلاد كوادر مؤهلة تتصف بالمسؤولية والمهنية وتتسم بالنشاط والحيوية والتواضع وتعتبر نفسها في مهمة لخدمة الناس، وبمزيدا من إتاحة المجال أمام أمثاله سيمضي الواقع نحو الأفضل.