صديق رمضان يكتب ..الي دعاة العنصرية والفتنة.. إليكم هذه القصة
إن كانوا هم غير مدركين لما يجمع بين مكونات هذا الشعب من روابط عميقة وراسخة فإننا نعلم، وإن كانوا قد اختاروا طريقة العنصرية والفتنة لتمزيق هذا الوطن فإننا سنكتب عن الوحدة والمحبة للاسهام في الحفاظ عليه، وأن كانوا قد اتخذوا اسلوبا لا نألفه فإننا سنكتب بمداد أخلاق هذا الشعب العظيم الذي ومهما واجهته من نائبات الدهر فإن الأصل فيه تماسك نسيجه الاحتماعي،هذه الحقيقة من أراد أن يستشفها فلينظر إلى حيث يقطن، الي الأسواق، الي الجامعات، الي الملاعب،مواقع العمل وغيرها سيجد مدى تماسك وتنوع وانسجام هذا الشعب..
سنتصدي بطريقتنا الخاصة للعنصريين، لن نصمت لأن واجبنا في هذا الظرف الدقيق أن نُعلي من شأن وحدتنا وعلاقتنا الجميلة، لن نسمح لكم بإفساد حياتنا التي يُعد تواصلنا وتعارفنا وتجانسنا كلمة السر في بهائها، وهي دعوة للجميع بأن يكتبوا من أجل الوطن.
إليكم القصة وهي سلسلة سننشرها تباعا نتصدي عبرها لمن يجهلون هذا الشعب رغم أنهم منه..هي قصص توضح مدى ترابطنا الإجتماعي مهما باعدت بيننا السياسة بكل اسقاطاتها.
أعتبر نفسي محظوظا بأن عملت مستشارا صحفيا لرجل الأعمال الأمين الشيخ مصطفى الأمين، وقد اتاحت لي الظروف التعرف عليه عن قُرب، هو نسيج قائم بذاته في البشاشة، البساطة، الشهامة، الوعي، إنه سوداني بامتياز، وكثيرة هي المواقف التي عايشتها وكنت شاهدا عليها والتي توضح أن الأصل في هذا الشعب المحبة والإحترام ونبذ كافة أشكال التشرزم ورفض الاتكاء والانكفاء على القبيلة والعنصر.
أذكر مرافقتي له لاجتماع مع عضو مجلس السيادة السابق الدكتور صديق تاور الذي قال له نريد مدرسة ثانوية نموذجية وقفية تحت إشرافكم ورعايتكم بإسم الشيخ مصطفى الأمين بمدينة كادوقلي، فكان أن أكد له الجاهزية التامة لتشييدها، وقال الريس الأمين أن هذه أمنية قديمة ظلّ ينتظر الوقت المناسب لتجسيدها على أرض الواقع ، وأشار إلى أن لغرب السودان مكانة خاصة لديه وأن والده هو من أرسي لهم هذا العشق والولاء الوجداني.
لم يفكر الأمين الشيخ في تشييد المدرسة بشمال السودان حيث جذوره بل في كردفان لأن والدهم عليه الرحمة كان يقول دائما أن أمواله اكتسبها في الغرب لذا ظل وفيا له حتى رحيله فكان أن ذرف عليه رجال دارفور وكردفان الدمع الثخين عندما غابت شمس حضوره الساطعه والسبب لأنه احترمهم فكان أن بادلونه ذات إلاحترام .
لم تتوقف العلاقة عند ذلك ونذكر هنا مجرد نموذجين لها، منهما أن مدرسة الشيخ الأمين بالسوق العربي توجد بها داخلية وهي مخصصة لأبناء الولايات عامة ودارفور وكردفان خاصة، في كل شركاتهم ومصانعهم فإن أهل الغرب هم الأغلبية، حتى في الوظائف القيادية، كان الأمين الشيخ كثيرا ما يتلقى إتصالات هاتفية من أطباء ومهندسين وغيرهم من أنحاء السودان عامة ودارفور وكردفان خاصة أغلبهم في أوربا والخليج فيقول له من يتصل عليه إنه خريج مدرسة الشيخ مصطفى الأمين كان هذا الأمر يشعره بالسعادة لأن غرس والدهم لم يذهب ادراج الرياح بل جسّد القومية في أبهى صورها.
عم خميس إبن جبل مرة سائق الريس الأمين الخاص والمؤتمن على أسراره عمل سائقا في شبابه للراحل الشيخ مصطفى الأمين، قال لي في إحدى السفريات ونحن في طريقنا إلى بورتسودان “علاقتي مع ناس الريس الأمين خوة في الله بدأت عام 1979 حينما عملت سائقا لوالدهم الرجل الفاضل عليه الرحمة ومنذ ذلك الوقت معهم، هل تصدق أنهم عملوا لي مفاجأة قبل سنوات حينما شيّدوا بيتي على أحدث طراز بحي الأزهري، الناس ديل مافي زيهم وامنيتي اكرمهم في جبل مرة”.
غدا نواصل ونكتب عن مهرجان الصلح بين النوبة والبني عامر بقاعة الصداقة بالخرطوم وكيف تسللت دموع الأمين الشيخ والكابتن فاروق جبرة.
*َيكفي النيل أبونا والجنس سوداني*