صبري محمد علي يكتب..من يكبح فرامل الإعيسر وله الأجر
أعتقد أن من مصائبنا في هذا الوطن المأزوم أننا دائماً ما يطربنا الجهد الفردي ونكفر بالمؤسسية في إدارة الشأن العام
فالذين إستبشروا بوزير الخارجية المُكلف الجديد الدكتور علي يوسف و وزير الثقافة و الإعلام خالد الإعيسر
وكاتب هذه السطور واحد منهم قد أصابتهم دهشة إندفاع الرجلين منذ الايام الأولى للتكليف
*فالسيد علي يوسف*
وهو بالقاهرة وقبل أن يجلس على كرسي الوزارة بدأ عمله (إتحاد معلمين) مما جعله غير محصن من الإستهداف الإعلامي ومقصداً سهلاً لكل حامل (مايكرفون) فلا مدير مكتب يُرتب اللقاءآت ولا ناطق رسمي للخارجية يُشيرُ عليه
فتعرض الرجل لمطبات هوائية عاصفة من التصريحات التي لم تكن (موفقة) برأيي عندما تحدث عن علاقات السودان بكل من أثيوبيا ومصر وعندما تحدث أيضاً عن إستدعاء بعض سفرائنا للخرطوم
فحدث للرجل نوع من التخبط قبل أن يستجمع قواه التنظيمية بُعيد عودته للخرطوم و يُمسك بخطام الوزارة و ينتظره الكثير والمثير الذي يحتاج لشجاعة و قرار .
*أما الأستاذ الإعيسر*
فسأبدأ بجمله ذكرها لي البروف علي شمو بعد أن أثنى عليه فقال لي …..
*إذا تمت إستشارتي لأبقيتُ عليه بلندن و يقصد الإعيسر ولأسست له مركزاً هناك ليُدافع عن السودان*
فها هو الوزير الشاب قد بدأ ممارسة مهامه الوزارية
وها هُم رفقاء المهنة يبتكرون المناسبات التي لا طائل من ورائها لإلهاء الوزير الذي هو في أحوج ما يكون للنُصح والدعم و الهدوء للتفكير
بالأمس ليلاً تم صناعة إحتفائية ببورتسودان
لتكريم السيد الوزير
وصاحب الدعوة بحسب موقع (النورس نيوز) هو ….
الأستاذ الصحفي جمال عنقرة و ….
*إتحاد الصحفيين الأفارقة*
نعم ..
(إنه عدم الشغلة البعلِّم المُشاط) كما يُقال
الإحتفائية تخللتها كلمات للسيد الوزير مما يُباع و يُشترى في مثل هذه المناسبات مؤكداً أن مكتبة سيظل مفتوحاً أمام الجميع مُراهناً على مساهمة خبرات الإعلاميين في تغيير واقع البلاد
و حديثاً للصحفيين عن مُتطلبات المرحلة و غياب المعلومة و خطة دعم القوات المسلحة إعلامياً
*نعم خطة بعد أن كادت الحرب أن تضع أوزارها*
ثم تطرقوا لعودة الصحافة الورقية وبعدها جاء الحديث عن تحسين أوضاع الإعلاميين ! حسب موقع (النورس نيوز)
حقيقة لن أتوقف عند *إتحاد الصحفيين الأفارقة* كثيراً بل أطالب أن يتبرع أحد عضويته من الإخوة الإعلاميين بإماطة اللثام عن هذا الكيان الذي بادر بتكرم السيد الوزير قبل إتحاد الصحفيين السودانيين
حتى يفهم المتابع دواعي هذا (البر) الباذخ للسيد الوزير من إتحاد الأفارقة
*السيد جمال عنقرة*
حسب ما أعلم من متابعتي للشأن العام أنه مقيم بالقاهرة وله علاقات قديمة وقوية هناك وله مركز للخدمات الإعلامية مقره القاهرة
سبق أن نظم *ورشة بورتسودان الإعلامية الشهيرة والتي رعاها مكتب السيد عقار وسلّمت توصياتها لوزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور جراهام قبل أن تذوب فص ملح في مياه بورتسودان*
أتى مركز عنقرة يومها بطيف واسع من الصحفيين السودانيين المقيمين والنازحين بالقاهرة مُعززين مُكرمين عبر مطار بورتسودان إنتهاء الورشة وجدوا ما وجدوا من إهمال من الجهة المُنظِّمة
كما حكى لي بعضهم ولو لا بعض الدعوات الكريمة من قبل جهات رسمية بالدولة
(لجاع القوم)
*السيد الوزير*
أنتم الآن أحد رجالات الدولة فابتعدوا عن مواطن الشبهات والرِّيب فالوقت كالسيف
فماذا لو نصبتم (ميكرفوناً) بثثتم من خلاله التهاني بتحرير سنجة وشرحتم للعالم بعض خيوط المؤامرة أما كان ذلك أنفع من إستلام شهادة من جمال عنقرة؟
يا سيدي ….
لا تُراهن على الإعلاميين وحدهم فبالسودان وأيمُ الله أصحاب مهن بسيطة أكثر وعياً وحصافة وإدراكاً من كثير من (مُثقفاتية) هذا العصر النازف
فراهنوا علي شعبكم الواعي
(صبي الدرداقة)
يا سيدي لو أتيحت له فرصة بإحدى الفضائيات لأدهش العالم تحليلاً للأوضاع السياسية و فهما
فلا تغُرّنكم ….
الإبتسامات والإطراء
فالوزراة هياكل
والهياكل صدِئة وتحتاج لترميم وإعادة حياة
مُطالبتكم بالامس لصحفيي الإحتفائية …
بعقد ورش لدراسة متطلبات العمل الإعلامي
شيء جيد ولكن حذاري من الوقوع داخل فخ *(الورش الإستثمارية)*
كسابقتها فأنتم تقودون إعلام حرب وتقشف لا إعلام (بحبوحة) و استرخاء
أختم حديثي بسؤالٍ وجهته
للبروف شمو عن إن كان يرى أن يكون هناك خطاب رسمي يومي للدولة خلال هذا الظرف ام لا فقال…..
*بل وكل (١٢) ساعة فما المانع أن تكون هناك منصة تُملِّك الرأي العام المعلومة الصحيحة*
وهذه وريقة ندُسها داخل جيب الوزير خالد الإعيسر!
*أصبحنا وأصبح المُلكُ لله من بدايتا كده ياخ جينا على الكلام (الما ياهو) !!*
قال تم تكريم الوزير قال
والوطن ينزف
فدعوا الرجل يعمل يا هؤلاء