سبق أن كتبنا في غير ما موقع أن الجريمة ليس لها وطن ولا قبيلة فهي سلوك شائن يُمكن ينمو وسط العمارات الشواهق كما يترعرع وسط الرواكيب والقطاطي والحواري والقُرى والأحياء
فالذين إرتفعت عقيرتهم إبان تحرير ود مدني وبعد حدوث هجوم معزول من بعض المتفلتين على أحد الكنابي بالجزيرة
حاولوا أن يُجرِّمُوا كل من يتحدث عن مجتمع (الكنابي) بسلبية ولربما أُتُهِم بالعنصرية
*ولن نتحدث هُنا عمّا يجب فعله إزاء تمدد (الكنابي) وقانونيتها وتقنين وضعها فذاك أمر نتركه للدولة لما بعد إكتمال التحرير بإذن الله*
أما الآن ….
وقد أطلقت شرطة المباحث الجنائية المركزية حملتها المشتركة مع الجيش
وسأتناول هُنا ولاية الجزيرة تحديداً وما يُحيط بعاصمتها ود مدني و قُراها من (كنابي) تمددت على غفلة من صانع القرار فلا تسأل في ظل هذا الوضع المتوارث (فوضوياً) عن ملكية الأراضى أو شهادات البحث أو غير ذلك
الجمعة الماضية إنطلقت حملة جمع المنهوبات والمسروقات بالولاية مع تحويل من وجدت بحوزته للنيابة
أول مقاطع (الفيديوهات) المتداولة التي ظهرت فيها قوات الحملة تداهم بعض أسواق (آل دقلو) كانت لموقعين تأكد صحتهما
*(حِلّة محجوب)* غربي البحوث الزراعية بود مدني و لك أن تتخيل كل منهوبات ود مدني والقرى المُجاورة لها معرُوضة على قارعة الطريق (من الإبرة وللصاروخ) كما يُقال منها التالف و ومنها الصالح للإستخدام
أما الموقع الثاني فهو
*(كمبو الجير)*
شرق النشيشيبة وجامعة الجزيرة و قد تجمعت بداخلة منهوبات جامعة الجزيرة لقربه منها
هناك ثلاثة (كنابي) أخرى معلومة لدى الجهات الأمنية ويجب أن تنال حظها من التفتيش كغيرها من قرى الجزيرة حتى تثبت براءتها من الضلوع في هذه الجرائم
الشاهد على هذا الحديث
هو وجوبية أن لا يفلت أحداً من العقاب وأن يقف الناس جميعاً أمام القانون سواسيةً
ولا قُدسية لكمبو أو عمارة أو راكوبة أو قرية فاينما توفرت المعلومة للجهات المختصة فيجب أن تطالها يدها الباطشة
وأي تهاون في هذا الأمر فسيلجأ الضحية لأخذ حقه بيده خارج القانون وهذا ما لا نريده و نحذر منه مهما كان الغضب وردّة فعل الضحية فيجب تجنبه
فعلى اللجنة المُشتركة أن تستعين بالله ثم بالكرماء من الشباب وأصحاب الكناتر واللواري فالمهمة لن تكن سهلة وتحتاج لجهد شعبي داعماً للجهد الرسمي
و يجب أن تستمر بسرعة تزايدية لا تناقصية حتى يعود الحق لأهله في أسرع وقت ممكن
وطن واعد
وجزيرة خضراء
قريباً بإذن الله
وأخيراً ……….
*ماذا لو ….*
أُنشِئت نيابات دائمة تحت مُسمى
*نيابة منهوبات و مسروقات حرب الكرامة*
بشرطتها الخاصة وبكامل صلاحياتها شأنها شأن نيابة الجرائم المعوماتية أو نيابة الطفل مثلاً
فالضرر أكبر من أن تعالجه لجنة مؤقته !
الأربعاء/٥/فبراير/٢٠٢٥م