سأحاول عزيزي القارئ أن أربط بين خيوط متقاطعة حول الراهن السياسي الذي بدأ يتشكل منذ مخاطبة الفريق البرهان لما عُرف بالقوى الوطنية و المجتمعية الذي عُقد ببورتسودان مُؤخراً
و خلُص الي توصيات سُميت بخارطة طريق للسودان لما بعد الحرب
وقبل أن نقرأ هذا الحدث فيجب أن نسّتحضر ما ظل يتم بشقق و قهاوي القاهرة المُعلن والمُستتر منها
*وعشان أوقِّع ليك الكلام كويس*
ركز معاي في الكلام الجايي ده كويس
أولاً مُسمّى القُوى الوطنية و المُجتمعية (بتاع) بورتسودان هُم هُم
(قحط الديمقراطية)
أو قحط الموز
أو قحط الأرادلة
والجبريليين
أو قحط القصر
سمِّهم ما شئت
*حِلُو الكلام !*
وهذا يعني أن هُناك ضوء أخضر غير مرئي للمتابع العادي
إنطلق من داخل دولاب الدولة مَهّد لهذا الكيان
أن هلموا الى بورتسودان و مرحباً بكم و بخارطتكم في !
هُناك شخصية مُستترة ومثيرة للجدل (سنتناولها لاحقاً) لربما هي من وقفت خلف هذا الإعداد (المفضوح) وتولّت فتح الأبواب
نعم هُنالك صمت خجول مِن مَن يُحسبون على تيار قحط الديمقراطية داخل الجهاز السيادي والتنفيذي لزمت الصمت كالسادة عقار ودكتور جبريل وغيرهما
فهؤلاء القادة
(قحط ديمقراطية)
وهذه الحقيقة التى يعلمها المتابع ولا يُعاب عليهما إتخاذ حاضنة سياسية بعينها
أعتقد من هُنا …..
تم إقناع السيد البرهان بتشريف فعالية بورتسودان
أيضاً يجب أن لا ننسى أنه وخلال الفترة السابقة أُعلِن عن ميلاد (ميثاق الوطن) بالقاهرة
هذا الكيان جمع خليط من الإعلاميين والدبلوماسيين و قحط الديمقراطية
يدعم هذا التيار ترشيح الدكتور تجاني سيسي لرئاسة الوزراء لما بعد الحرب
لذا كان أول الحاضرين جلوساً في الصف الأول بإحتفائية بورتسودان!
ولكن هل تم كل هذا بمعزل عن علم السُلطات المصرية؟
*بالطبع لا*
فلمصر تقديراتها و (قالِب) مُعين ترسمه في مخيلتها لمن يجب أن يحكُم الخرطوم بما يُحقق مصالحها ولعلها رأت في الدكتور تجاني سيسي هو رجل المرحلة
بالطبع لا يُمكن للمخابرات المصرية أن تكون ظاهرة على مسرح الإعداد فيجب أن تجد لها غطاء دبلوماسي معتاد لا ينتبه له المراقب
فكان تكرار زيارات وزير الخارجية المصري الدكتور عبد العاطي لبورتسودان !
(زيارتين تقريباً خلال شهر واحد)
أعتقد لا يمكن أن تُقرأ هذه الزيارات بمعزل عن ملف فعالية بورتسودان التي كان يجري التحضير لها
بقاء وزير الخارجية الدكتور علي يوسف بالقاهرة بعد تكليفة لمدة ليست بالقصيرة ومباشرة أعمالة من هناك أيضاً دلاله على شيئ ما تُرتب له مصر
*ما يُعضدد ذلك (برأيي) هو …..*
تبني وزارة الخارجية السودانية لخارطة طريق (قحط الموز) و السعى لإكسابها شرعية الدولة
بل و محاولة تسويقها لدى الروس ! كما حدث بالأمس ضمن المؤتمر الصحفي المشترك بين وزيري خارجية البلدين
أعتقد جازماً أن هُناك عملية سرقة للإرادة الوطنية تم الإعداد لها بهدوء مُستغلين إنشغال قيادة الجيش بمعركة الكرامة تمهيداً لأن تقفز (قحط) جبريل وعقار و أردول ومن معهم على كرسي رئاسة مجلس الوزراء
و بعدها ….
فلا عزاء للمُغفلين من القطاع الوطني العريض الذين ينتظرون إنتهاء الحرب وحسم التمرد .
اللهم من أراد بالسودان خيراً
فأجري الخير على يديه
ومن أراد بالسودان شراً
فاجعل الدائرة عليه
الخميس ١٣/فبراير/٢٠٢٥م