مقالات الراى

صبري محمد علي يكتب..الخارجية تُخطئ للمرَّة الثانية

رسالة معالي وزير الخارجية الخطية لمجلس السلم والأمن الأفريقي بالأمس والتي سلمها نيابة عنه سفير السودان بأديس أبابا مُستبقة إنعقاد المجلس المتوقعة اليوم الجمعة الرابع عشر من فبراير الجاري
كانت كلمة مُتوازنه وشاملة وضربة معلِّم ومالت للتذكير تاريخياً بأطوار العدوان الذي شنته (المليشيا) على الدولة والمواطن

طالب فيها معالي الوزير بعودة السودان لموقعه الطبيعي داخل مجلس الإتحاد الأفريقي

أيضاً لا يفوتني أن أُذكِّر بأن السودان قد إعتذر عن حضور هذه الجلسة وهذا في حد ذاته موقف جيد يُحسب لوزارة الخارجية

الذي توقفت عنده طويلاً علِّي أجد له تفسيراً هو
*لماذا تُصر وزارة الخارجية على إقحام فعالية بورتسودان الأخيرة ضمن كل محفل تشارك فيه*

فقد ورد نصاً بالفقرة قبل الأخيرة من خطاب معالي الوزير الآتي ….
*وتناولت الرسالة خارطة الطريق التي أعلن عنها فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بعد مُشاورات واسعة مع القُوى السياسية والمجتمعية إستشرافاً لمرحلة ما بعد الحرب وقدّمت تفاصيل خارطة الطريق* !!!

و سأضع بعدها مائة علامة تعجب
*ياخ على الأقل ….*
ضعوا قبل جُملة القوى السياسية والمجتمعية كلمة *بعض*!
فالذي تم ببورتسودان بأي حال لا يُمثل كافة طوائف الشعب السوداني

فهل نحنُ أمام مُسلسل إختطاف لسان الدولة بواسطة (شُلّة القاهرة)؟

فبالأمس الأول تم إخطار وزير الخارجية الروسي بهذه الفعالية

والبارحة تُطرح على طاولة (أولاد خالتنا) بأديس أبابا
فلصالح من تعمل وزارة الخارجية؟

ولماذا تُقحم نفسها وسط هذا الزّخم السياسي الذي لن يتوقف عند فعالية بورتسودان

فغداً ستنطلق (خرائط طُرُق) أخرى فهل الخارجية على إستعداد لتسويقها خارجياً وبذات الحماس !
أتعجب حقيقةً

أعتقد أن السيد الوزير بهذا الإصرار سيضع نفسه داخل دائرة الإتهام المُباشر بتجيير الخارجية لصالح آراء سياسية بعينها

يا سيدي
حتى السيد الرئيس بالبرهان البارحة عدّل عن موقفه بطريقة صريحة عندما صرّح بأن كل الذين قاتلوا مع القوات المسلحة سيكونوا ضمن أي عمل سياسي ولن يُستثنى أحداً
أظن هذه الرسالة (قبرت) فعالية بورتسودان التي يُصِّرُ السيد علي يوسف التغني بها !

السيد البرهان لم يقُل أثناء مخاطبته الفعالية المعزولة أن الدولة ستتبناها بل قال حديثاً سياسياً مُرحباً بكل ما يتوافق حوله أهل السودان وقال أن هذه المبادرة *ينبغي* أن نعمل بها ولم يقل *سنعمل* بها

ولم يصدُر بيان عن مجلس السيادة يُؤكد أنها أصبحت هي رؤية الدولة الرسمية .

*(فاااا ما رعارف لزوم دق الصفايح شنو يا جماعة)*

أعتقد وللتاريخ أن الدكتور علي يوسف قد أحدث حراكاً مُقدراً للنهوض بأداء وزارته بعد حالة الموات السريري التي كانت تسيطر عليها
*وبإمكانه تعديل البوصلة في ما يلي مُتابعة الخط القومي للوزارة وما يصدر عنها من بيانات مع الإدارة الإعلامية المختصة والإبتعاد بها عن تبني الآراء السياسية للآخرين إن أراد للخارجية أن تكون وزارة لكل السودانيين*

وإلا فالباب الذي خرج به علي الصادق وحسين عوض ما زال مفتوحاً و بلا بوّاب

صباح الفُل معالي الوزير

الجمعة ١٤/فبراير/٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com