مقالات الراى

الجامعات في السودان بين الاستثمار في العقول وارتفاع الرسوم الدراسية

الجامعات السودانية بين ارتفاع الرسوم وتراجع الإقبال: جدل واسع حول مستقبل التعليم العالي

الجامعات السودانية بين ارتفاع الرسوم وتراجع الإقبال: جدل واسع حول مستقبل التعليم العالي

تشهد الجامعات السودانية هذه الأيام حالة من الجدل المتصاعد، بعد الارتفاع الكبير في الرسوم الجامعية في السودان، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الجامعات ما تزال مؤسسات لإعداد العقول وبناء الكفاءات، أم أنها تتحول تدريجيًا إلى مراكز تجارية تسعى وراء العائدات المالية.

رسوم مرتفعة تفوق قدرات الأسر

خلال العام 2025، وصلت رسوم بعض الكليات في جامعة الخرطوم إلى نحو 25 مليون جنيه سوداني، خاصة في كلية الطب، فيما تراوحت الرسوم في كليات أخرى بين 6 و8 ملايين جنيه. ويشير أكاديميون إلى أن هذه المبالغ تعد مرتفعة جدًا مقارنة بالوضع الاقتصادي للأسر السودانية، التي تعاني من ضغوط معيشية متزايدة.

جدول يوضح رسوم بعض التخصصات في الجامعات السودانية 2025

التخصص متوسط الرسوم (بالجنيه السوداني) ما يعادل بالدولار الأمريكي تقريبًا
الطب – جامعة الخرطوم 25,000,000 41,500
طب الأسنان – جامعة الأحفاد 18,000,000 29,800
الهندسة – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا 12,000,000 19,900
العلوم الزراعية – جامعة أمدرمان الإسلامية 6,000,000 9,950
إدارة الأعمال – جامعة أفريقيا العالمية 8,000,000 13,200

ملاحظة: الأسعار تقديرية وقد تختلف بين الجامعات الحكومية والخاصة حسب اللوائح الداخلية لكل مؤسسة تعليمية.

انخفاض في نسب القبول

بيانات أولية حول نتائج القبول لهذا العام أظهرت تراجعًا كبيرًا في أعداد المتقدمين إلى الجامعات السودانية الحكومية والخاصة، حيث:

  • لم يتقدم أي طالب إلى بعض أقسام كلية التربية وكلية الزراعة بجامعة أمدرمان الإسلامية.

  • سجلت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا قبول طالب واحد فقط في قسم الصناعات الجلدية.

  • في جامعة أفريقيا العالمية، تقدم 700 طالب فقط من أصل 4700 مقعد متاح.

  • أما جامعة الأحفاد للبنات، فقد تقدمت 128 طالبة فقط من أصل 1020 مقعدًا.

  • في جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، سجل 37 طالبًا فقط من أصل 1055 فرصة دراسية.

هذه الأرقام تكشف وجود فجوة كبيرة بين الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التعليمية والقدرة المالية للأسر.

مقارنات إقليمية

أشار خبراء إلى أن الرسوم الجامعية في السودان أصبحت أحيانًا أعلى من مثيلاتها في دول مثل مصر وتركيا وماليزيا، رغم أن الجامعات هناك تتمتع بترتيب عالمي متقدم، بينما ما تزال معظم الجامعات السودانية خارج التصنيفات الدولية. ويرى أكاديميون أن المبالغ التي تُدفع في السودان لعام دراسي واحد قد تغطي تكاليف عامين مع السكن والمعيشة في بعض الجامعات الإقليمية.

أسئلة مطروحة أمام التعليم العالي في السودان

أمام هذه التطورات، يطرح كثير من الطلاب وأولياء الأمور تساؤلات مهمة:

  • ما هي الأسس التي تحدد الرسوم في الجامعات السودانية؟

  • ما دور وزارة التعليم العالي في تنظيم الرسوم وضمان عدالتها؟

  • كيف يمكن توفير منح ودعم مالي للطلاب المتفوقين وذوي الدخل المحدود؟

  • وهل يمكن أن يبقى التعليم في السودان حقًا للجميع لا امتيازًا للأكثر قدرة مالية؟

التعليم استثمار في المستقبل

يتفق المراقبون أن التعليم العالي في السودان يجب أن يبقى استثمارًا في العقول، وليس مجرد سلعة. فالجامعات تمثل أساس التنمية الوطنية، وتوفير فرص عادلة للطلاب يضمن بناء كوادر مؤهلة قادرة على قيادة المستقبل.

وفي ظل النقاشات الدائرة، يترقب الشارع السوداني قرارات من وزارة التعليم العالي والجهات الرسمية لإيجاد حلول متوازنة، تضمن استمرار العملية التعليمية دون إرهاق الطلاب وأسرهم بالرسوم الباهظة.

تابع قناة اخبار السودان على الواتساب ليصلك جديد الاخبار (اضغط هنا)

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    للأسف لا ادرى من أين ابدا ولكن قول واحد .
    طالب دخل جامعة منذ ٢٠١٨ يفترض يكون اتخرجت
    بدانا مظاهرات ثم فض اعتصام ثم كرونا ثم غياب للجامعة لوقت طويل لماذا لا لشىء الا لغياب الإدارة وغياب وزارة التعليم العالى جدا جدا لدرجة اذا سقطت تكسر رقبتك ثم الحرب ثم ماذا كانت الرسوم للعام الدراسى لكلية الهندسة وقتها 8 الف جنيه فقط. ماذا حدث الان وعشان امتحان فصل دراسى واحد يعنى نصف سنة 120 الف جنيه وطيب الامتحان فى مركز عاوز تسافر له وتسكن وتترحم والازم منه اقل حسبة يعنى عاوز تقريبا ما يزيد عن ال 700 او 800 الف جنيه يعنى ثمانية أضعاف مرتب موظف حكومة .هذه واحدة.
    الثانية عاوز تستخرج شهادة كم تكلف اقل شهادة مع ملاحظة ان الشهادة فقط بلغة واحدة عشان لو عاوز شهادة بلغة أخرى تدفع تتبل الشهادة وأقل شهادة وكانت قبل أكثر من عام 300 الف جنيه ويقال فى شهادات وصلت إلى مبلغ 1,500,000 جنيه يعنى مليون ونصف ولو عاوز شهادة تفاصيل الا تجمع مرتب سنتين لشهادة واحدة وعندما تأتى بعد سنتين سنج لن سعر الشهادة تضاعف.
    القبول للجامعات بمبالغ فلكية ممكن تسأل مدير الجامعة ذاتو او الوزير هل يعقل مثل هذه الأشياء.
    ما يحدث وللأسف والكلام الذى يزعل ويزعل من يزعل لا وزارة تربية ولا تعليم عالى ولا يحزنون والسيد رئيس الوزراء فى ثبات عميق .
    ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    اين السلطة الرابعة أين الدولة أين العدلالتعليم أصبح رفاهية مثله ومثل الجبن والبيض. اللحمة وحتى الخبز سيصبح رفاهية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com