صبري محمد علي يكتب ..السيد عقار هل أصابه داء الملوك؟
يبدو لي أن السيد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة قد أصابته لوثة الحكم و زهو الكرسي و متلازمة الصلاحية المُطلقة التي تُخوِل له الحديث في شأن العامة بعلم أو بجهل أو من باب الطُرفة كحال حُكامنا على مر الحقب السابقة
فالحمد لله الذي إبتلانا برؤساء لا يتورعوا أن يحدثونا عن
العلاقات الدولية
وصناعة الصواريخ
وأنواع البكتريا
و(الهوت دوق)
وحطب الطلح
و فوائد الصمغ العربي
ونحن كشعب مكتوب علينا الإصغاء بأدب
والإيماءة بالرأس موافقة
والتبسم للنكتة (البايخه) وصدق الشاعر الصعيدي هشام الجخ حين قال
*أيا حكام أمتنا*
*تقاسمتم عروبتنا*
*وصرنا بينكم دخلاً كما الأنعام*
لقاء السيد عقار أو تشريفه لما سُمي ب
*(المُؤتمر التأسيسي للقوي الثورية الشبابية)*
والذي جاء تحت شعار *(سنردُ الدين لوطن يمنحُنا دفء الشمس كل صباح)*
وأكادُأجزم أن من إختار هذا الشعار قابع في غرفة ما بإحدى دول أوروبا الباردة !
(شعار مُستورد) صياغةً ومعنى
السيد عقار تحدث في لقاء السبت الماضي بما فتح الله به عليه من القول مُخاطباً الشباب و مُعولاً عليهم الآمال العِراض وهذا شئ جيد ومطلوب
ولكن يظل السؤال البديهي
هل هذا التجمع الشبابي يُمثل كافة شباب السودان؟
أم أنه *وعاء يتم الإعداد له لإقتطاف وإختطاف ثمرة النصر القادمة بإذن الله والناس في غمرة الفرحة*
كما أُختُطِفت ثورة ديسمبر !
فمن يقف خلف هذا الكيان؟
يظل سؤالاً مشروعاً
و ستأتيك الإجابة
بإنهم شباب سودانيين عاديين لا تجمعهم (آيدولوجيا) سياسية إلا كيمياء حُب هذا الوطن !
طيب أليس (الثورية) هي بنت عم غاضبون ؟
التي يقف خلفها الحزب الشيوعي السوداني ؟
و أليس السيد عقار هو من أكابر الرفاق؟
*(أمشوا أقرأوا التاريخ القريب)* يا جماعة
*أيها الناس …..*
إن شباب السودان هُم القابضون على الزناد يزاحمون قواتهم المُسلّحة بالرُكب والاكتاف
فهم من يجب أن يُستشاروا و يُستمع إليهم
وهُم من يجب أن يكون لهُم القدح المُعلّى في رسم صورة السودان الجديد
*سبق للسيد عقار*
أن شرف فعالية لعلها كانت تحت عنوان (تدشين إسكان الصحفيات) بمدينة بورتسودان وهناك أيضاً قال عقار ما فتح الله عليه به من أحلام
مُطالباً الإعلاميين بإعادة كتابة تاريخ السودان!
*نفسي أعرف من أوحى للسيد عقار أن الإعلاميون هُم من يكتبون تاريخ الأمم*
ثم أوغل ناصحاً لهم أن يُركِّزُوا على التاريخ الأفريقي والإبتعاد عن التاريخ العربي !
وغير ذلك مما ظلّ يجود به عباقرتنا من حُكام السودان
وسبق لي أن تناولت ذلك في مقال ضافٍ حينها
كُنتُ أتمنى قبل أن ينعت السيد عقار هذا الزمن ب (التافه) جراء العنصرية
أن يُحدثنا ماذا فعل مجلس السيادة الذي هو الرجل الثاني فيه لمحاربة هذه الظاهرة البغيضة
بل دعك من ذلك
هل خرج السيد عقار وطيلة فترة تكليفه لإحدى الولايات الآمنة حاثهم على التكافل وتعظيم فضيلة البذل والإنفاق حتى يعبر الوطن !
وهل عمل على حشد الدعم الداخلي من الميسورين و زعماء القبائل والعشائر وسادات الطرق الصوفية !
هل فعل عقار ذلك ؟
*زمن تافه بحق*
السيد عقار ….
أرجوك إن تكرر و دُعيت لفعالية أخرى
(عليييك الله)
أشرب شاهيك وقول ليك كلمتين تلاته بخصوص الفعالية
ومع السلامة
لكن (المشوبرا) الجوووة دي ما حبابا وإنت الرجل الثاني في الدولة و أي كلمة ستوزن عليكم بميزان الذهب !
و سحر (المايكرفون) لن تصنع منكم قائداً محبوباً ،،،،،