ان تتجاسر على اوجاعك من أجل الآخرين فإن هذا منتهي التضحية.. وان تمسح دمعة غيرك وأنت تبكي في داخلك فإن هذا فعل النُبلاء، وأن تترك اطفالك يتضورون جوعا لإنقاذ مستقبل أترابهم فإن هذا فِعل إنساني سامٍ لا يعلو مراتبه إلا أولو العزم…
بالله عليكم كيف لإنسان لم يتلقى أجره لأشهر طويلة ورغم ذلك يذهب بطيب خاطر إلى موقع عمله حتى يؤدي رسالته بكل تجرد،!! هذا أمر قاسٍ لا يستطيعه إلا من أوتي خيراً كثيرا في نفسه.
سألت أولادي الذين يدرسون بمدرسة (أبي بن كعب) بالحلنقة وسط عن مدى انتظام الدراسة لمعرفتي عدم تلقى المعلمين اجورهم فاكدوا لي أن اليوم الدراسي دائما منتظم ولاتوجد حصص “فاضية”،بقدر سعادتي بهذا الأمر إلا أنه غشيتني حالة من الحُزن لأن من يتولون تدريس أبنائي وغيرهم في المدارس الحكومية بولاية كسلا لم يجدوا منا التقدير المطلوب.
فلا الدولة أوفت لهم بكامل حقوقهم ولا نحن أولياء الأمور وقفنا بجانبهم بدعم معنوي أو مادي.. نعم الحال (من بعضه) ولكن لا أعتقد إننا عاجزون إلى هذا الحد الذي يمنعنا من ان نقول شكرا لمن يحترقون حتى ينيروا دروب فلذات اكبادنا.
نعم الدولة هي المسؤولة عن مستحقاتهم ومنوط بها حل كافة مشاكل وتوفير البيئة الملائمة لهم، ولكن هل هذا يعني ان نقف كمجتمع على رصيف الفرجة ونبخل عن الذهاب إلى المدارس لنقول لهم شكرا جميلا بحجم قرص الشمس على تضحياتكم، هل يستعصي علينا أن نوفر لهم ولو الحد الأدنى من الدعم المادي.
اليوم وحينما سجّل الزميل أبوبكر سيدنا زيارة إلى مدرسة مكرام الثانوية بنين لانتاج مقاطع فيديو عن الإستعدادات بمدارس كسلا لامتحانات الشهادة السودانية جاء متهلل الأسارير لما شاهده من تفانٍ وتضحية من المعلمين وحماس من الطلاب، أنه أمر يدعو للارتياح، وباذن الله تتواصل جولات مركز آكلموي الإعلامية لنُسجل للتاريخ تفاصيل عام دراسي استثنائي أبطاله معلمون متجردون اختاروا أداء رسالتهم رغم أنف الظروف الحياتية.
مافعله المعلمون بكسلا يستحق التقدير والجزاء بأن يتم منحهم اجورهم لأنهم يستحقون ذلك مهما كانت الظروف، ولو كنت مسؤولا او قائدا مجتمعيا لاطلقت مبادرة “شكرا” للمعلمين والمعلمات على عطائهم وإخلاصهم.
*الأخ والي كسلا..*
المعلمون يستحقون أن ينالوا مخصصاتهم كاملة.
*إلى المجتمع المدني..*
علينا أن نظهر تضامنا مع صُناع المستقبل
