مقالات الراى

صبري محمد علي يكتب..السودان الجديد بعيون عقار

تابعت بالأمس (تسجيلاً) كلمة السيد نائب رئيس مجلس السيادة الأستاذ مالك عقار وكلي عشم أن يكون السيد عقار قد تعلّم من (فاولاته) السابقة

بأن يُتقِن الحديث بلسان رجل الدولة القومي الوطني الذي يُمثل كافة قطاعات الشعب لينال رضاها و تقديرها

ولكن يبدو أن الطبع يغلب التطبع كما يُقال

كان سيكون ذلك مقبولاً ومحل إشادتنا إذا إكتفى السيد عقار في كلمته التي تجاوزت نصف الساعة بقليل بتهنئة الشعب السودانى بعيد الإستقلال ال (٦٩) وعلى إنتصارات الجيش وعودة مدني
لا أن يُنصِّب نفسه كحكيم لهذه الأمة ومُفكرها الأوحد الذي يرسم لها المستقبل والطريق الذي يجب أن تسلكه

السيد عقار …..
لم يستطع إخفاء حلمه القديم تصريحاً أو تلميحاً بالسودان (العلماني) الذي يُريد وإن غلّف هذه الكلمة خلف مُسمى (السودان الجديد) !

السيد عقار ……
مجّد وبلا مواربه شباب ثورة ديسمبر المصنوعة وهو يعلم جيداً أن ما يعيشه السودان حالياً هو نتاج لحبوب الهلوسة والانحلال والعمالة التي اتت بها تلك الثورة

ولسنا في حاجة أن نُذكِّر ببعض شعاراتها وأفعالها القميئة التي لن ينساها كل حر في هذا الوطن

عقار ….
بدوره خاطب شباب الإسلاميين دون قياداتهم بقبول الآخر وكأنه يقول دعوا شيوخكم وهلموا اليّ أعطيكم الترياق الناجع

السيد عقار …..
كال ما كال من الإنتقادات للأحزاب السياسية ومنذ الإستقلال وفشلها في تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة (بحسب رأيه) وكأنه يقول تعالوا أرسم لكم الطريق السوي !

السيد عقار لم ينسى……
أن يتكئ على حائط مبكاه وعدوِّه اللدود الحركة الإسلامية أو (الإسلام السياسي) لتنالها بعضاً من هضربات (كيزان فوبيا) في غير ما منطق يتوقف عنده المُتابع كثيراً و لكنه لم يكُن أميناً عندما تجاوز ذكر أنه كان أحد وُلاة (الانقاذ) قبل أن يتمرد ويهرب الى جنوب السودان .

السيد عقار …..
ظل يتحدث ويبذل نصائحة المجانية ويتجاهل في عمدٍ مُخل أن القطاع الوطني العريض في هذا السودان هُم مسلمون يسارهم ويمينهم وهم من سيُحدد شكل السودان الجديد و ليس عبر (سِحر) كُرسي النائب الأول

بل عبر الطرح الفكري المُقنع وعبر صندوق الإنتخابات

السيد عقار …..
يتحدث وكأن هناك فترة إنتقالية مفتوحة ونسى أنه لم يُؤتى به لهذا الكرسي إلا لأنه كان أفضل السيئيين أمام الفريق البرهان ولكن قطعاً ليس لكفاءة أو خبرة تراكمية له في مُمارسة الحكم

سبق للسيد عقار …..
وضمن إحتفالية دُعي لها لتدشين إسكان الصحفيات النازحات ببورتسودان أن طالب الإعلاميون بإعادة كتابة تاريخ السودان بعيداً عن الإنتماء العربي !
وقد تناولنا ذلك في مقال سابق
وكأن الإعلاميون هم من يكتبون تاريخ الأمم !!

أعتقد أن ….
مشكلة السيد عقار تكمن في إدارة مكتبه فما أكثر الفعاليات غير ذات الجدوى التي ترأسها عقار أو دُعي إليها وإنتهت الى أوراق حبيسة الادراج

ولعلكم تذكرون ورشة جمال عنقرة الإعلامية فأين توصياتها ! وغيرهارمن لقاءأت لم تُثمر

السيد عقار……
حتى الآن فشل فشلاً ذريعاً في إحداث حراك إجتماعي لإستنهاض الجهد الشعبي لدعم معركة الكرامة وقد سبق أن كتبنا عن حالة (الموات) التي تُسيطر مكتبه وطالبناه بالخروج لزيارة مواطنيه وحسناً فعلها ولو لمرة واحدة بزيارته للولاية الشمالية مؤخراً

وأخيراً …..
ما تحدث عنه السيد عقار من جمع لسلاح المقاومة الشعبية أو تصور لكيفية حُكم السودان وغيرها من الإحلام (المالكية)
تظل هي من مهام القوات المسلحة أو برلمان لحكومة
مُنتخبة
وليس من مهام كرسي نائب رئيس مجلس السيادة
فهل يُعِّيُها السيد عقار في خطابه القادم ؟
أم سيظل الرجل أسيراً
*(لداء الملوك)* الحديث في كل شأن

الأثنين ١٣/يناير ٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com