
لربما التاريخ لم يفتح صفحاته بعد لعكس وقائع البطولة والفداء التي ما زال يسطرها شبابنا بدمائهم من القوات الجوية لإنشغالهم بإستكمال حسم هذا العدوان
فالقصة التي لم يُحدثوا عنها و حدثت بمطار (نيالا)
لا يُمكن أن تكون عملاً عابراً و سهلاً يتخطاه المتأمل بجزئية تم ضرب مطار نيالا والطائرة الأماراتية و يتوقف هُنا
فالضابط الشاب النقيب الطيار عندما كان ينزع النظارة السوداء من وجهه وهو عائد من مهمة كان رؤساءه داخل القاعة أمام الحواسيب والشاشات يخططلون لأمر ما
حياهم ثم ظل ممتشقاً واقفاً يستمع الحوار الذي إستدعوه لحضوره
القناعة كانت …
لابد من تدمير بطاريات أجهزة الرصد والصواريخ الأتوماتيكية أولاً إن أراد الجيش السيادة على سماء دارفور فغير ذلك فالامر مستحيل من الناحية العملية
ولكن تظل …..!
للقيادة تقديراتها وتوجيهاتها بأن الأمر سيكون مُكلفاً ونسبة نجاحه ضعيفة في ظل ترسانة العدو المتقدمة
إنكفأ النقيب واضعاً ذقنه علي كتف زميله الرائد الذي كان يراجع الإحداثيات يضعها و يدققها ضمن الإجتماع
ساد صمت وسط القادة الكبار فكانوا يعلمون بحسهم العسكري وخبرتهم الطويلة أن الأمر ليس سهلاً وأن نسبة نجاة من سيقوم بمهمة تدمير البطاريات ضعيفة إن لم تكن معدومة !!
كانت قناعة النقيب كقادته لابد أن تُدمّر تلك البطاريات وإن إستشهد فلا بد من تدميرها أولاً
فتصدى للمهمة بشجاعة منقطعة النظير وكان يعرف المصير الذي سينتظره بتقديرات الأرض لا بلطف رب السماء
إنطلق الفدائي ……!
نعم كان له أم وأب وإخوة وأخوات ولربما زوجة وأطفال ينتظرونه ولكنه كان يعلم أن له وطن هو أغلى من من كل الدنيا
وأن الدنيا وما فيها لن تساوي مُلتقى النيلين
فأخذهم هذا الشاب على حين غرة وغفله فإستطاع و بحفظ الله وقوته تدمير كافة بطاريات المنظومة القابعة وسط حي الوادي خلال
*(أربع دقائق)*
نعم هي أربع دقائق إحفظوها جيداً يا أهل السودان أسكتت كافة المنظومة (الخبيثة) وتم التحييد التام ونجا هذا البطل بحفظ الله
خلال العشرة دقائق التالية ولم تفق الأمارات ومن معها من المرتزقة من هول الصدمة
فتم التدمير الكامل لكل ماهو بالمطار خلال العشر دقائق التاليه
فجن جنون عربان الخليج بأبوظبي و بُهت الذي كفر وهو يرى الحلم يتبخر على أيدي هذا البطل النقيب الشجاع
فقدوا الإتصال وحدث الشلل التام للمنظومة التي ظلوا أنها مانعتهم
فقدت الأمارات (١٨) ما بين فطيس وجريح
وهم ما زالوا يجرجرون جرحاهم لإخلائهم لدولة أفريقيا الوسطى إلا وأمطرتهم حمم الجولة الثالثة لشباب نسور الجو لتقضى على من تبقى منهم !
كان من بينهم أماراتيين وكينيين و مرتزقة أجانب آخرين أرسلتهم دويلة الشر وشيطانها بن زايد ! الى مصيرهم المحتوم ومقبرة الغزاة دارفور العصية و الأبية .
نعم قضى هذا النقيب على أكبر عقبة كانت تحول دون تحركات القوات الأرضية
وأحال قصور ذوي الهلكى من الأماراتيين الى مآتم يذرفون الدموع و ينطحون مناخر بعضهم بعضاً .
وحتماً فدائية هذا الشاب هي قصة سيخلدها تاريخ القوات المسلحة و مفتاحاً للنصر بإذن الله
ومن هُنا فصاعداً يتوقع المراقبون أن (يعربد) سلاح الجو في سماء دارفور كما لم يُعربد من قبل
فلله الحمد والمنّة
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والخزى والعار للعملاء والمرتزقة والقحاطة
ول (MBZ) أو (WUZ)
حصرية أستاذنا محجوب فضل بدري وللرمز الأخير معنىً لا يمكننا كتابته مراعاة للذوق العام
الأثنين ٥/مايو/٢٠٢٥م