
في خضمّ الدخان المتصاعد من سماء بورتسودان، وتحت وابل القصف الذي طال المطار المدني، وفندق كورال، ومستودعات الوقود، تبرز الحقيقة المؤلمة: السودان لا يخوض حرباً داخلية فحسب، بل يواجه عدواناً خارجياً مباشراً، تقوده دويلة الإمارات بكل أدواتها العسكرية والاستخباراتية، في محاولة لتمزيق الدولة ومعاقبة شعبها على اختياره الكرامة والسيادة.
لم تعد هذه حرب مليشيات منفلتة، بل خطة مرسومة ومراحل مرتبة تنفذها “إمارة الشر”، بعد أن فشلت في السيطرة على القرار السوداني عبر الوكلاء والعملاء. فالسودانيون، بوعيهم واصطفافهم خلف جيشهم الوطني، أسقطوا سيناريو الانقلاب المبكر، مما أربك العدو وأخرجه من الظل إلى الواجهة.
استهداف بورتسودان هو استهداف لرمز بقاء الدولة ومقر الشرعية، ورسالة مفادها أن الدويلة تريد تركيع السودان عبر ضرب بنيته التحتية وشل مؤسساته. لكنها واهمة، فشعب السودان اختار المقاومة، وجيشه يزحف بثبات لتحرير ما تبقى من كردفان ودارفور، وكسر الحصار المفروض على الفاشر.
السودان اليوم لا يحتاج إلى شفقة، بل إلى إيمان راسخ وصبر نقي، وإرادة لا تلين. فكما انهار الاحتلال المدجج في أفغانستان، سينهار من يتوهم أن المال والسلاح وحدهما يحسمان المعارك.
إنها معركة كرامة… لا تُخاض إلا بالعزم والثبات.
﴿ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ﴾
“الصبر عند الشدائد… ليس ضعفاً، بل إعداد للنصر.”
“ومهما طال الليل، فالفجر آت بإذن الله.”