بعيداً عن السياسة صبري محمد علي يكتب .. المضايرا للمتقاعدين بعد السبعين

0

مرحلة ما بعد التقاعد قد تصاحبها كثير من المتاعب للأحفاد من (جدو) المتقاعد حديثاً فلربما تمضي السنوات الأولي سالكة بلا مشاكل تذكر كون الجد ما زال يحكي لزواره والأسرة المُمتدة بعضاً من بطولاته ومواقفه التي لا ينساها عندما كان على رأس العمل (أي عمل) ضابط ، مدير عام ، سفير ، أستاذ جامعي

قبل أن تصبح تلك القصص مُكرّره و رتيبة على أفراد الأسرة والأصدقاء ولربما قادت لتهكم الأحفاد والضحك همساً خوفاً من سطوة (الإمبراطور) المُتقاعد
(الحاجة) ….
وهي (المدام بتاعتو) سيترتب عليها العبء الأكبر لتحمل هفوات (الحاج) جراء توسع صلاحياته المنزلية و التي لم تكن يوماً من إختصاصه
فما عليها إلا أن تلزم الإستغفار و(سمح يا الحاج)
(سمح يا الحاج)
جراء عملية ال (الهاوس مضايريشن) التى يُمارسها الحاج كل يوم مما يعد تدخلاً سافراً داخل حدود مملكة الولية المسكينة
فمثلاً……
والحاج بالعراقي الخفيييف شرب شاهي الصباح وجد خرطوش الماء (في أمااانتي الله) ملقي علي الارض بجوار شجرة الليمون!
فهذا موضوع كامل الدسم لإلغاء محاضرة عن علاقة حرارة الشمس بالبلاستيك والماء وأمراض السرطان
مُنتقداً الجهل و الإهمال وإضاعة المال

الحاج …..
وجد لمبة الصالة (مولِّعه) والشمس في كبد السماء
(يحلكم الحلّه بله)
أما إن كان المكيف أو المروحة ما زالا في وضعية التشغيل فذاك أمر تُنصب له الصواريخ والراجمات الكلامية

أما إذا تأخرت البنت الصغيرة أو أحد الأحفاد في إخراج كرسي البلاستيك والمصلاية والإبريق و الراديو و المسبحة قبيل أذان المغرب
و في مواقعها المُحدّدة وبالاحداثيات الدقيقة فذاك أمر كافٍ بنعت الأسرة بالجهل والإهمال وللأحفاد بالغباء مع صورة للأمين العام للأمم المتحدة وحقوق الإنسان!

الحاج ….
في هذه المرحلة غالباً ما تكون لديه حساسية عاليه جداً للإلمام بالشمارات وأدواتها
ده منو
وداير شنو
وقال شنو
والرّسلُو منو
وكثير التتبع بخاصية (جي. بي إس) لصحة أقرانه من مات منهم ومن مرض ومن ومن !!

الحاج ….
لربما لدية (مزيرة) سبيل بها ثلاثة أزيار خارج الحوش يُمارس من خلالها هواية الأوامر خارج إطار الزوجية و الأسرة

(أقول ليك كيفن)
يجلس على كرسي متهالك يتصفح الجريدة من أعلى زجاج النظارة فما أن يأتي أحد (الشريبة) إلا وتبدأ مُهمة الحاج
يا ولد …
غطي الزير داك كويس
أشرب من الاولاني لانو موتو بايته بتكون بارده
شرب المسكين عاوز يمشي
تعال يا خينا
أكشح باقي الموية في حوض النيمة التانية ديييك !!

وهكذا يجد المُتقاعد نفسه في دوامة الفراغ العريض الذي لم يعمل له حساب أثناء الوظيفة وهذا ما نُنبه إليه الأبناء والبنات فالحاج ما قصّر معاك فأعملوا صندوق لجمع كرائم أموالكم
سموه (صندوق المُتقاعد) أو صندوق الجنرال أو صندوق الكوتش أي إسم له هيبة ويدعو للتفاؤل وجهِّزوا لأبيكم أي مشروع يشغله و يُشعره أنه عضو فاعل والمجتمع ما زال يحتاج لخدماته ولو (قِدرة فول) بجوار باب الحوش ولن تعدموا التفكير .
متع الله متقاعدينا بالصحة والعافية فقد أعطوا الوطن زهرة شبابهم و يستحقوا كل الرعاية والإهتمام .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com